برامج السخرية الاجتماعية التليفزيونية بين فلسفة الهزل وزيادة الوعى الاجتماعى للجمهور

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الإذاعة والتليفزيون بکلية الإعلام وتکنولوجيا الاتصال - جامعة مصر للعلوم والتکنولوجيا.

المستخلص

سعت هذه الدراسة إلى التعرف على فعالية وتأثير برامج السخرية الاجتماعية التليفزيونية على زيادة الوعى الاجتماعى لدى عينة من الجمهور المصرى فى إطار نظرية المضاهاة الساخرة، انطلاقاً من فرضها الرئيس بأن السخرية اللاذعة تقدم شيئاً يشبه التربية عبر السخرية عن طريق الاستخدام غير المباشر للغة (أي السخرية) ليحصّن الأفراد ضد "عبادة الظواهر"، وربطت الدراسة هذا الطرح بمتغير زيادة الوعى الاجتماعى بمشکلات المجتمع، نتيجة للتفاعل بين أنفسنا وعالمنا المادى المحيط بنا، والذى يلعب دوراً هاماً فى التطور الاجتماعي فى المجتمع المصرى الذى يعيش عصر العولمة بکل تأثيراتها، وإن اختلف فى سماته وخصائصه عن المجتمعات الأخرى التى اختبرت هذه النظرية،وذلک وصولاً إلى التحقق من مدى عمومية هذه النظرية وإمکانية ثبوتها فى مجتمعات أخرى غير المجتمعات الغربية،خاصةً بعد انحسار دراسة هذه البرامج من قبل الدراسات العربية التى تناولتها فى إطار دورها السياسى فقط أثناء و بعد ثورات الربيع العربى.
ولتحقيق هذه الأهداف أٌجريت دراسة وصفية ميدانية على عينةٍ عشوائية من الجمهور المصرى بلغ قوامها (300) مفردة،يمثلون تبايناً فى المستويات الاجتماعية والإقتصادية، العمر، ودرجة المؤهل الدراسى، وتم جمع البيانات باستخدام استمارة الاستبيان التى تضمنت عدداً من الأسئلة تقيس متغيرات الدراسة المستقلة والوسيطة والتابعة، وقد خلصت الدراسة إلى عدةِ نتائج کان من أبرزها ما يلى :
1- أوضحت نتائج الدراسة أن النسبة الغالبة من مفردات العينة تشاهد برامج السخرية الاجتماعية "دائماً"، وتعکس هذه النتيجة انتشار مشاهدة هذه النوعية من البرامج بما يدلل على نجاحها جماهيرياً ،وأهميتها فى تهيئة المناخ الفکرى والثقافى اللازم لتنمية الوعى الاجتماعى،وتتفق هذه النتيجة مع نتائج کل الدراسات السابقة – الأجنبية والعربية – والتى تم استعراضها فى مراجعة التراث العلمى .
2- أظهرت النتائج تفضيلات عينة الدراسة لبرامج السخرية الاجتماعية بالترتيب کالتالى: "مسرح مصر "،" أسعد الله مساؤکم "،"مافيش مشکلة خالص "،"أبلة فاهيتا" ،"البلاتوه" ،"بنى آدم شو"،"وش السعد" وتقدم هذه البرامج تناولاً ساخراً للعديد من القضايا الاجتماعية والسياسية إعتماداً على شخصية مقدميها(الممثلين الکوميديين)، وذلک من خلال قيامهم بإعادة تمثيل المشکلة وطرحها بشکلٍ ساخر مبالغ فيه، ولاذع أحياناً کثيرة ،إنطلاقاً من کوميديا الموقف وبراعةِ الممثل فى تقديمه (قالب المونو الدرامى)،واستضافته للعديد من المشاهير فى مجالاتِ الحياةِ العامة، وهو ما يتفق وما أشارت إليه بعض الدراسات الإعلامية أن خصائص القائم بالاتصال يمکن أن تکون عامل وسيط فى مجال الإقناع،واستخدامه للکوميديا لمساعدة الجمهور على التخلص من القلق والضغط والتوتر وعدم الأمان، إضافةً إلى الحصول على القبول الاجتماعي وعلى الثواب الشخصي.

الكلمات الرئيسية