المقاربات الابستمولوجية بين علم الإعلام وعلمي النفس والاجتماع وعلاقتها بنظريات التأثير في الدراسات الإعلامية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الإذاعة والتلفزيون والفيلم بكلية الإعلام والاتصال جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

المستخلص

تعد دراسات التأصيل النظري لعلم الإعلام من الدراسات المعقدة لما تتسم به من متغيرات متعددة يصعب السيطرة عليها داخل بيئة الدراسة، الأمر الذي أسهم في تداخل هذا العلم مع العلوم الاجتماعية الأخرى كعلمي النفس والاجتماع، ودون الاهتمام بمعرفة مظاهر التداخل القائمة بين علم الإعلام والعلوم الاجتماعية الأخرى؛ لا يمكن تأسيس أطر واضحة تنطلق منها نظريات هذا العلم؛ كما لا يمكن فهم أبعاد هذه النظريات دون العودة إلى جذورها وإدراك ماهية عملية الاتصال، وكيفية تأثير مضمون وسائل الإعلام على الأفراد والجماعات؛ دون إغفال جانب أهمية دراسة كيفية تأثير هذه المضامين من خلال حركة عملها في البيئة السياسية والاجتماعية والثقافية لأي مجتمع يُراد دراسته.
وقد جاءت هذه الدراسة وفق المنهج الأبستملوجي الكيفي النقدي معتمدةً على نظرية المعرفة لتسبر أغوار الجذور التاريخية لهذا العلم وتحاول الوقوف الواضح على أسباب ومظاهر التداخل الذي تماهى مع علم الإعلام والعلوم الاجتماعية الأخرى خاصة علمي النفس والاجتماع لتصل لعدد من النتائج المهمة لعل من أبرزها: أن علم الإعلام لم يظهر كعلم مستقل إلا قبيل الحرب العالمية الثانية؛ وذلك على يد عدد من العلماء الذين تصدوا لدراسة وسائل الإعلام والذين هم في الأصل من باحثي علمي النفس والاجتماع مما حال دون ظهور نظرية إعلامية متخصصة تنشأ من جذور العلم ذاته. ومن نتائج الدراسة أن التداخل النظري بين علم الإعلام وعلم الاجتماع يكمن من حيث ظهور التخصصية على حدود كل منهما ومن خلال الربط بين العلمين على اعتبار أن الاتصال يعد في الأساس عملية اجتماعية الأمر الذي جعل العديد من الباحثين في الإعلام يواجهون صعوبات كثيرة عندما يحاولون تحديد مجال واحد لنظريات الاتصال لأنه ليس هناك طريقة مقبولة في أي مجتمع لتحديد نطاق التفاعل الذي يتم بين البشر. وفي الختام خرجت الدراسة بنتيجة مفادها أن اشتقاق مفاهيم للإعلام من مجالي علم النفس وعلم الاجتماع إنما يأتي تباعاً لسعي هذان المجالان سعيا نشيطا لفهم طبيعة الإنسان من المنظور الشخصي من جهة؛ ومن المنظور الجماعي أو التفاعلي من جهة أخرى على اعتبار أن الهدف من غالبية الدراسات التي تمت في هذا الجانب هو دراسة السلوك الفردي والجماعي في كل جوانبه بما في ذلك السلوك الناشئ عن التعرض لوسائل الإعلام ذاتها.

الكلمات الرئيسية