استخدام الشبكات الاجتماعية في التجنيد الإلكتروني الإرهابي في ظل جائحة كورونا:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس بقسم الإعلام بكلية الأداب- جامعة بنها

المستخلص

لعبت وسائل الإعلام الجديد دورا هاما في ربط الشباب، بل وفي تنظيمهم وجعلهم يتحركون بفعل جماعي على أرض الواقع، وأظهرت السنوات القليلة الماضية تطورات دراماتيكية فاجأت العالم كانت نقطة الانطلاق لتلك التطورات هي وسائل التواصل الاجتماعي، فالجميع يتذكر كيف انطلقت شرارة ثورات ما يعرف بـ"الربيع العربي" التي بدأت كفكرة إلكترونية ثم انتقلت إلى أرض الواقع، ومن الأمثلة الأخرى احتجاجات "احتلوا وول ستريت" في نيويورك، والحركة الاحتجاجية من أجل الديمقراطية في هونغ كونغ. ولم يقتصر استخدام شبكات التواصل على تنظيم المبادرات التي قام بها مواطنون، ولكن تحولت تلك المواقع إلى أداة تستخدمها منظمات متطرفة من أجل بث دعايتها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى باتت مواقع مثل (فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، وواتس أب، والإنستجرام) وغيرها من المواقع المتعددة ساحة تجنّد من خلالها التنظيمات الجهادية مقاتلين من شتى أنحاء العالم وما شهده من أزمات أبرزها جائحة كورونا التي أصابت العالم أجمع. ورغم التوقعات التي كانت تشير إلى أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) قد يؤدي إلى تراجع خطر الإرهاب في العديد من المناطق الرئيسية التي تنشط فيها التنظيمات المتطرفة باعتباره أزمة إنسانية تواجه البشرية جمعاء، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى عكس ذلك، وتوضح كيف سعت هذه التنظيمات، وتسعى إلى توظيف هذا الوباء في تعزيز نفوذها، حيث عصفت جائحة كورونا (كوفيد-19) بمعظم دول العالم، تاركة الغالبية العظمى من البشر في حالة من الارتباك وعدم اليقين بشأن سبل التعامل مع العدوى، وآليات الوقاية والعلاج، فضلًا عن تأثيرات تلك الأزمة السلبية على الصُعد الاجتماعية والنفسية والاقتصادية بسبب العزل والتباعد الاجتماعي الذي فرضته هذه الجائحة. وكما يحدث عادةً في أوقات الحيرة وعدم اليقين، سارع الإرهابيون والجماعات المتطرفة - من مختلف ألوان الطيف العقائدي- إلى بث خطابات الكراهية وآرائهم المتطرفة، لاسيما عبر شبكة الإنترنت التي باتت المنفذ الأول لملايين البشر القابعين في منازلهم تطبيقاً للتباعد الاجتماعي وخوفاً من التعرض لوباء كورونا، كما أضحت مواقع التواصل الاجتماعي زاخرة بالمعلومات المضللة التي تبثها تلك الجماعات لنشر الكراهية، كما تتيح تلك المواقع - في ظل هذه الظروف الاستثنائية- الفرصة للجماعات المتطرفة للتواصل مع جمهور آخر غير الذي درجوا على الوصول إليه.
 
 
 
 

الكلمات الرئيسية