تأثير التعرض للدراما عبر المنصات الرقمية على أنماط علاقة الشباب بالدراما التليفزيونية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الإذاعة والتليفزيون – المعهد الکندي العالي لتکنولوجيا الإعلام الحديث CIC

المستخلص

جاءت هذه الدراسة التي ترصد وتحلل وتفسر أنماط مشاهدة الشباب المصري للدراما التليفزيونية في المنصات الرقمية الإلکترونية وتأثيراتها على مشاهدتهم للتليفزيون والمواد الدرامية التي يقدمها.
بناءاً على الدراسة المسحية التي طبقت على عينة عشوائية بسيطة من الشباب المصري في المرحلة العمرية (18- 35) عام، لدراسة طبيعة استخدامهم للمنصات الرقمية لمشاهدة الدراما التليفزيونية وتأثيره على مشاهدتهم لها في التليفزيون؛ بينت النتائج أن الشباب المصري أصبح معتاداً على هذا النمط من المشاهدة الدرامية عبر الإنترنت، فقد أصبح يعيش في بيئة رقمية تحيط به من کل جانب وتتداخل مع مختلف الأدوار الحياتية التي يؤديها، ومن ثم کان من المنطقي أن يلتمس مشاهدة الدراما من خلال هذا الوسيط الإلکتروني، وإن جاءت معدلات متابعته للدراما التليفزيونية عبر هذه الوسائط على فترات متباعدة وليست بشکل منتظم أو کثيف، نظراً لطغيان عادات مشاهدة الدراما عبر التليفزيون والتي استقرت لسنوات طويلة وأصبحت عادة ومتعة في آن واحد.
وتشير هذه النتائج إلى متغير بارز يتمثل في أن المشاهدة الدرامية عبر التليفزيون لا تزال تؤثر تأثيراً مباشراً على المشاهدة عبر المنصات الرقمية، وهو ما يتضح من تفضيل الشباب متابعة الدراما التليفزيونية عبر التليفزيون بشکل يفوق نسبة تفضيلهم لمتابعة الدراما التليفزيونية عبر الإنترنت، وهي نتيجة طبيعية ومنطقية وتم تفسيرها من خلال إجابات الشباب أنفسهم عن أسباب ذلک، والذي کان بشکل أساسي بسبب الجو عائلي أو الجماعي للمشاهدة والاندماج مع العمل. في حين أن النسبة الأقل التي فضلت الإنترنت ومنصاتها الرقمية لمشاهدة الدراما عن التليفزيون کانت مدفوعة بعوامل التميز للبيئة الرقمية والتي تمثلت في المشاهدة في أي وقت وأي مکان، مع إمکانية التحکم في المشاهدة وممارسة العديد من الأدوار والأعمال إلى جانب المشاهدة الدرامية.
وجاءت يوتيوب في صدارة المنصات التي يفضل الشباب متابعة الدراما التليفزيونية عبرها ثم شبکات التواصل الاجتماعي، ويتفق ذلک مع الشهرة الواسعة التي حققتها يوتيوب في مختلف أنحاء العالم والمنطقة العربية ومصر أيضاً لمشاهدة مختلف أنواع المواد المرئية ومن بينها الدراما.
أما على المستوى العکسي، والذي اهتمت الدراسة برصده وقياسه بشکل رئيسي، والمتعلق بتأثير مشاهدة الدراما في الإنترنت على تقليل مشاهدتها في التليفزيون؛ فقد اتضح أن 32% من الشباب قلت مشاهدتهم بدرجة کبيرة و24% قلت مشاهدتهم بدرجة ضعيفة و16% قلت مشاهدتهم بدرجة متوسطة مقابل 28% لم تقل مشاهدتهم على الإطلاق، وهو ما يکشف على المحور العکسي أن هناک أيضاً تأثيراً مماثلاً لمشاهدة الدراما في الإنترنت على مشاهدتها في التليفزيون.
وهو ما اختبرته الدراسة بشکل إحصائي وأثبتت صحته، فقد ثبت وجود علاقة ارتباطية دالة عکسية بين معدلات متابعة المبحوثين للدراما التليفزيونية عبر الإنترنت وانخفاض مشاهدتهم لها في التليفزيون، فکلما زادت الأولى انخفضت الثانية. کما ثبت وجود علاقة ارتباطية دالة بين متابعة المبحوثين للدراما التليفزيونية عبر الإنترنت وتفضيل وسيلة معينة لمتابعة الدراما التليفزيونية. وأوضح اختبار بيرسون وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين متابعة المبحوثين للدراما التليفزيونية عبر الإنترنت وبين اتجاهاتهم نحو الدراما التليفزيونية، وهو ما يؤکد أن متابعة المبحوثين للدراما عبر المنصات الرقمية أسهمت في تشکيل اتجاهات المبحوثين نحو الدراما التليفزيونية.

الكلمات الرئيسية