العلاقة بين استخدام الشباب الجامعي للإنترنت وتقدير الذات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ بقسم الاعلام بکلية التربية والنوعية - جامعة دمياط

2 مدرس بقسم الاذاعة والتليفزيون بکلية الاعلام – جامعة القاهرة

المستخلص

يشير مصطلح تقدير الذات self-esteem إلي مدي تقييم الشخص لذاته ومدي إحساسه بأنه کفء ويستحق التقدير والاحترام وأنه علي قدم المساواة مع الآخرين, ويعد تقدير الفرد لذاته حالة ثابتة نسبيا وأمرا هاما يؤثر علي الفرد في سلوکه اليومي وفي القرارات التي يتخذها في حياته بشکل عام.
ونتائج الدراسات السابقة غير حاسمة وملتبسة في دراسة العلاقة بين استخدام الإنترنت وتقدير الذات وقد تصل إلي درجة التعارض والتناقض, ففي الوقت الذي تشير نتائج بعض الدراسات إلي أن العلاقة بين المتغيرين طردية, تعارض نتائج دراسات أخري هذا وتبين أن العلاقة بين المتغيرين عکسية, ولذلک تحاول الدراسة الحالية استکشاف العلاقة بين استخدام الشباب الجامعي للإنترنت وتقدير الذات.
تشير النتائج:
1- اهتمت الدراسة بالتعرف على العلاقة بين استخدام الشباب للانترنت ومستوى تقدير الذات لديهم حيث تم قياس العلاقة بين إدمان الانترنت وتقدير الذات وذلک مع اختبار المتغيرات الوسيطة " النوع، ومکان الاقامة،والمستوى الاقتصادى، طبيعة الدراسة بالکلية ( نظرية/ عملية)، المستوى التعليمى للوالدين"، کما تم قياس طبيعة الاشباعات المتحققة ( نفعية/ تعودية) وعلاقتها بمستوى إدمان الانترنت.  
2- بينت النتائج ارتفاع معدلات استخدام الانترنت بين الشباب عينة الدراسة حيث تبين أن نسبة مستخدمي الإنترنت بين الطلاب بشکل مرتفع 56,8%, وهذا يعني أن أکثر من نصف العينه يعدون من ذوي الاستخدام المرتفع, يليها الاستخدام المتوسط بنسبة 28%, ثم الاستخدام المنخفض بنسبة 15,2%، الأمر الذى يمکن تفسيره فى ظل التراث العلمى " دعاء حامد 2017، محمد فتحى 2015،خالد جمال 2013، نانسى حمدى 2007" ، الذى أکد الارتفاع المتزايد لاستخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى بين الجمهور بشکل عام وبين فئة الشباب بشکل خاص ولا يمکن إغفال الدور الکبير الذى يلعبه الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى فى حياتنا بشکل عام فى ظل الثورة التکنولوجية والسعى المستمر نحو اللحاق برکب التطور الرقمى والتقنى.
3- أظهرت النتائج أن المتغيرات الديموغرافية لعبت دوراً واضحاً فى استخدام الانترنت لدى الشباب عينة الدراسة حيث اتضح أن متغير طبيعة الدراسة بالکلية سواء کانت نظرية أو عملية تؤثر على استخدام الانترنت وذلک لصالح الکليات العملية وهو الأمر الذى يمکن تفسيره فى إطار الاستخدام النفعى للانترنت سواء لإعداد الأبحاث العلمية أو للاطلاع على أحدث المراجع والدراسات العلمية أو استخدامه للتواصل مع مصادر المعلومات المختلفة ، کما اتضح أن متغير مکان الإقامة يؤثر على استخدام الانترنت لصالح طلاب المدينة حيث وجد أن طلاب المدينة أکثر استخداما للإنترنت من طلاب القرية بمتوسط حسابي 6,9 مقارنة بمتوسط حسابي 6,01 لطلاب القرية، أما بالنسبة للمستوى الاقتصادى للطلاب ومستوى تعليم الوالدين فقد اتضح أنه يؤثر على استخدام الانترنت بعد استخدام اختبارات تحليل التباين أحادي الاتجاه  One Way ANOVA، حيث بلغت قيمة ف 5,4  وهذه القيمة دالة إحصائيا عند مستوي المعنوية 0,05 وباستخدام الاختبارات البعدية بطريقة Post Hoc Tests  تبين أنه کلما زاد المستوي الاقتصادي قل استخدام الإنترنت، وقد اختلفت هذه النتيجة مع دراسة " Xinxin Shi 2017" التى أکدت على أن دور الأسرة فى حياة المراهقين لم تکن ذات تأثير على استخدام أوإدمان الانترنت، أما فيما يخص متغير النوع فقد ثبت عدم تأثيره على معدل استخدام الانترنت فلقد بينت سلسلة من اختبارات ت T- Tests أن النوع لا يؤثرعلي استخدام الطلاب للإنترنت, حيث وجد أن النوع لا يؤثر علي استخدام الإنترنت فقد بلغت قيمة ت -0.56 وهي غير دالة إحصائيا عند مستوي معنوية  0,05، وهو ما اتفق مع  نتائج الدراسات السابقة " Emily Lowe-Calverley & Rachel Grie 2018، Claudia Marino, 2017" فيما اختلفت مع دراسة " Xinxin Shi, et all 2017" الذى أکد أن النوع عامل مؤثر دال إحصائياً ( لصالح الذکور )، کما اختلفت مع " Songli Mei,et all 2016" التى بينت وجود علاقة دالة إحصائياً بين النوع وإدمان الانترنت لصالح الذکور الذين کانوا الأکثر استخداماً للانترنت والألعاب الالکترونية، بينما کان متغير النوع فاعلاً لصالح الإناث فى دراسة " Fang,Ling 2011" .
4- أوضحت النتائج أن أکثر وسائل استخدام الانترنت لدى الشباب عينة الدراسة هو من خلال الهواتف المحمولة الذکية  بنسبة 78.3% يليها الاستخدام من خلال الکمبيوتر المحمول " اللاب توب" بنسبة 29.8% وهو ما يمکن تفسيره فى إطار انتشار استخدام الهواتف الذکية بين الشباب والاعتماد عليها بشکل کبير فى الدراسة والعمل لسهولة الاستخدام وحرية الحرکة بالاضافة إلى الخصوصية الکبيرة فى استخدامها وهو ما اتفق مع دراسة " Jeewon Lee, et all 2018" التى أثبتت أن 26.6% من عينة الدراسة تم تصنيفهم فى مرحلة خطورة عالية لادمان الهواتف الذکية.

الكلمات الرئيسية