هوية الأنا والآخر فى الدراما التليفزيونية المأخوذة عن ملف المخابرات العامة المصرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الإذاعة والتليفزيون بکلية الإعلام - الجامعة الحديثة للتکنولوجيا والمعلومات.

المستخلص

تحددت  المشکلة البحثية فى دراسة کيفية عرض الدراما التليفزيونية المأخوذة عن ملف المخابرات العامة المصرية لهوية الأنا أو "الذات" والهويات الأخرى المقابلة لها، واشکالية العلاقة بينهما، وکيفية توظيف الأنا والآخر فى الدراما التليفزيوينة من خلال الشخصيات الدرامية، وتمثيل کل منهما لهويته والتعبير عنها من خلال مفردات الحوار الدرامي، وتحليل دلالات الکلمات التى تعکس هوية کل منهما، بالإضافة إلى تحليل الرموز المستخدمة فى لقطات ومشاهد الصورة المرئية للتعبير عن ذلک، وتحديد طبيعة العلاقة بينهما وحتميتها فى إطار متغيرات الصراع .
وسيتم تناول المشکلة البحثية من خلال متغيرات الدراسة التى تحدد فى الشخصيات الدرامية التى تمثل الأنا والآخر، وجنسية الشخصيات وديانتها ومهنها وهوية أسمائها ودلالاته، وسمات الشخصيات ودور هذه الصفات فى تحديد صورة کل من الأنا والآخر، ومدى ادراک کل منهما لهوية الآخر وتحديدها من خلال مفردات الحوار الدرامي، وتحديد أساليب التعامل بينهما وعلاقتها بجنسية الشخصيات، والرموز المستخدمة فى مشاهد ولقطات الصورة المرئية ودلالاتها فى التعبير عن هوية کل منهما.
وتوصلت الدراسة إلى عديد من النتائج من أهمها:
1-  عبر العمل الدرامى عن منظومة الأنا والآخر من خلال الشخصيات الدرامية التى مثلت الأنا المصرية بنسبة 56%، والشخصيات التى عبرت عن الآخر الخارجى بنسبة 44%، وتعددت جنسية شخصيات الآخر، وان تصدرتها الشخصيات الإسرائيلية بنسبة 74.5%، فتحددت منظومة الأنا والآخر فى الشخصيات المصرية مقابل الشخصيات الإسرائيلية.
2-  يعد الدين عنصر أساسي من عناصر تشکيل هوية الأنا والآخر فى العمل الدرامى، واتفاقا مع النتيجة السابقة جاءت نسبة الشخصيات التى اعتنقت الديانة اليهودية 48%، والشخصيات التى اعتنقت الديانة الإسلامية 41.6%، في حين جاءت نسبة الشخصيات التى اعتنقت الدين المسيحي 9.6%.
3-  کما يعد اسم الشخصية عنصراً مهماً فى التعبير عن هويتها وديانتها، فوردت أسماء الشخصيات الدرامية التى تمثل منظومة الأنا والآخر اسماء إسرائيلية بنسبة 48%، واسماء مصرية بنسبة 39.2%.
4-  عبرت المهن لدى شخصيات الأنا والآخر عن الهوية الثقافية لهذه المجتمعات، حيث تفوق الذکر على الأنثى فى شغل المهن المختلفة لدى الأنا المصرية، على نقيض الآخر الإسرائيلي الذى تعددت وتنوعت مهن شخصياته بين الذکور والأناث توافقا مع الطبيعة الثقافية لهوية هذه المجتمعات، کما اشار النص الدرامى لمسلسل رأفت الهجان إلى التحاق المرأة الإسرائيلية بصفوف الجيش الإسرائيلي.
5-  ونسب العمل الدرامى عديد من السمات لشخصيات الأنا المصرية، والتى عکست صورة إيجابية لشخصيات الأنا حيث بلغت نسبة السمات الإيجابية 85% فى حين بلغت نسبة السمات السلبية 15%، وجاءت صفة الوطنية فى الترتيب الأول بنسبة 25.6%، فالذکاء بنسبة 14%، والدقة بنسبة 13.2%، في حين تضمنت السمات السلبية القلق والانفعال بنسبة 53.1% و 38% على التوالى.
6-  استخدمت شخصيات الأنا المصرية عديد من الکلمات للتعبير عن هويتها فى العمل الدرامى، جاء فى مقدمتها اسم "مصريون" بنسبة 86.4% ثم "عرب: بنسبة 8.3% تعبيرا عن الهوية القومية العربية، ويلاحظ الفارق النسبي بينهما مما يؤکد ادراک شخصيات الأنا المصرية لهويتها الوطنية القطرية بنسبة أعلى من الهوية القومية العربية.
7-  وفيما يتعلق بهوية الآخر، فعلى الرغم من تعدد جنسيات شخصيات الآخر ما بين الإسرائيلية والالمانية والإنجليزية والإيطالية واليونانية، الا ان الشخصيات ذات الجنسية الإسرائيلية جاءت فى المقدمة بنسبة 85.4%، مما يدل على ادراک شخصيات الأنا المصرية لإسرائيل والشخصيات الإسرائيلية باعتبارها الآخر المواجه للأنا المصرية، وترکيز الصراع بينهما فى بنية العمل الدرامى.
8-  رسم العمل الدرامى صورة محددة لشخصيات الآخر الإسرائيلي من خلال تصوير هذه الشخصيات فى العمل الدرامى والتى تتضمن سمات إيجابية وسمات سلبية بلغت نسبتها 62.6% : 37.4% على التوالى، مما يؤکد فرض المرآه فى منظومة العلاقة بين شخصيات الأنا وشخصيات الآخر، والذى يؤکد ان رسم الآخر فى صورة إيجابية ما هو الا انعکاس للأنا، وهو ما عبر عنه العمل الدرامى حيث نسبت السمات الإيجابية لشخصيات الأنا المصرية وشخصيات الآخر الإسرائيلي بفارق نسبي عن السمات السلبية، وان نسبت السمات الإيجابية لشخصيات الأنا المصرية بنسبة أکبر من شخصيات الآخر الإسرائيلي والتى بلغت 85% مقابل 62.2% على التوالى.
9-  وعلى الرغم من موقف شخصيات الأنا المصرية الرافض والمعادى لشخصيات الآخر الإسرائيلي، الا ان شخصيات الآخر الإسرائيلي فى العمل الدرامى اتسمت بالذکاء بنسبة 29.2%، والوطنية بنسبة 15.3%، والصدق والدقة بنسبة 11.3% و 10.2% على التوالى والاخلاص فى العمل بنسبة 9.5%، وتصدر الانفعال السمات السلبية بنسبة 27%، فالقلق بنسبة 20.3%، کما اتصفت الشخصية الإسرائييلية بالمادية بنسبة 13.6%.
10-           واستخدمت شخصيات الآخر الإسرائيلي العديد من الکلمات فى بنية العمل الدرامى للتعبير عن هويتها ورد فى مقدمتها "إسرائيليون" بنسبة 49.5% تعبيرا عن الهوية السياسية للشخصية الإسرائيلية وانتمائها لإسرائيل، ثم "يهود" بنسبة 16.1% للتعبير عن الهوية الدينية لشخصيات الآخر الإسرائيلي، ويتفق ذلک مع الواقع التاريخى والسياسي لدولة إسرائيل التى قدمت الهوية السياسية على الهوية الدينية لتأسيس دولة إسرائيل وهجرة يهود العالم إلى إسرائيل، وهو ما يخالف العقيدة الصهيونية التى تقوم على أساس تقديم الهوية الدينية والانتماء للديانة اليهودية على الهوية السياسية والانتماء لدولة إسرائيل.
وادرکت شخصيات الآخر الإسرائيلي هوية شخصيات الأنا المصرية فى إطار الهوية الوطنية القطرية بنسبة 83.5% مقابل 12.3% للهوية القومية العربية، وهذا ما أکده الحقل الدلالى للاسماء المستخدمة لدى شخصيات الأخر الإسرائيلي في بنية النص الدرامى للتعبير عن هوية مصر حيث جاء اسم "مصريون" فى الترتيب الأول بنسبة 79.7% بفارق نسبي کبير عن استخدام اسم "العرب" للتعبير عن هوية شخصيات الأنا المصرية والذى بلغت نسبته 13.3%، وهذا يؤکد ادراک شخصيات الأخر الإسرائيلي للهوية الوطنية القطرية لشخصيات الأنا المصرية بنسبة أکبر من الهوية القومية العربية، وادراک هوية مصر کدولة مستقلة عن الدول العربية فى إطار منظومة الأنا والآخر