تعرض الشباب المصرى للمواقع الإباحية على شبکة الإنترنت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الإعلام التربوى بکلية التربية النوعية - جامعة القاهرة.

المستخلص

تکمن مشکلة الدراسة الحالية فى مدى وکيفية تعرض الشباب الجامعى فى مصر للمواقع الإباحية على الإنترنت واستخدامهم لها ودوافع هذا الاستخدام، ومدى إدراکهم لتأثيراتها السلبية على أنفسهم وعلى الآخرين فى ضوء نظرية الشخص الثالث التى ترى أن الأفراد ينسبون تأثيرات أکبر لوسائل الإعلام على الآخرين مقارنة بأنفسهم، واختبار النظرية بفرضيها الإدراکى بمعنى إدراک المبحوثين من الشباب لمدى حدوث تأثيرات سلبية للمواقع الإباحية على أنفسهم وعلى الآخرين، والفرض السلوکى والخاص بمدى قبول الشباب لاتخاذ إجراءات من شأنها الحد من هذه التأثيرات، ومنها فرض رقابة خارجية تتمثل فى الدولة أو رقابة أسرية وذاتية لمراقبة الأبناء، ومن خلال الأخذ فى الاعتبار بعدد من المتغيرات المهمة مثل النوع، والفروق بين الشباب والفتيات فى التعرض والاستخدام.
سجلت نتائج الدراسة الميدانية على الشباب الجامعى معدلات تعرض مرتفعة للإنترنت، وأن أفضل الفترات هى المسائية والليلية، وأن يستخدم عبر الموبايل الذى أصبح شريکاً فى حياة الشباب، وأن موقع الفيس بوک واليوتيوب على رأس قائمة التفضيل للجنسين، وجاءت المواقع الجنسية فى المرتبة الأخيرة من تفضيلات الشباب عينة الدراسة وفى المرتبة الثالثة إنتشاراً لدى الشباب المصرى فى رأيهم.
 
وجاءت معدلات تعرضهم لهذه المواقع الإباحية ضعيفة وبشکل غير مقصود، فى حين جاءت النسب متوسطة وبشکل عمدى بالنسبة لتقديرهم لتعرض الشباب الآخر لها، وهو ما يؤکد فرضية نظرية الشخص الثالث والخاصة بتأثير المسافة الاجتماعية، فهم يرون الآخرين يتعرضون للمواقع الإباحية أکثر من معدلات تعرضهم لها (بنسبة 63.6%).
وأکدت النتائج أيضاً:
أن الشباب يدرکون أنفسهم أکثر ذکاء ويقظة فى التعامل مع الرسائل غير المرغوبة اجتماعياً والتى تمثلها المواقع الإباحية، من الآخرين، حيث تصدرت العبارات التى تحمل تأثير قوى مثل التشجيع على التحرش والرغبة فى التجربة وإدمان التعرض والشعور بالإثارة، فى التأثيرات التى يرونها على الأصدقاء والزملاء والشباب المصرى عامة، فى حين جاءت عبارات الشعور بالخوف والإحراج والذنب والاشمئزاز فى إدراکهم لتأثيرات المواقع الجنسية على أنفسهم.
عبر الشباب عن أسباب التعرض لهذه المواقع لتشمل وجود وقت فراغ وأنها مرتبطة بفترة المراهقة والجهل بالأمور الجنسية، ولوجود ظروف اقتصادية تمنع الارتباط بالطرف الآخر، وللبحث عن الإثارة فى تقليد الآخرين، وللحصول على معلومات غير متاحة فى الواقع ثم يضعف الوازع الدينى، ومن ثم أيدت نسبة 87.7% منهم فکرة فرض رقابة على المواقع الجنسية على الإنترنت لتأثيراتها السلبية على المجتمع وعلى الصغار التى تشمل مخالفة هذه المواقع للأخلاق والدين ولوجود مشکلات مجتمعية ناجمة عنها مثل التحرش والاغتصاب والتحريض على العنف، وحددت دور الأسرة ثم الدولة فى الرقابة ثم دور الرقابة الذاتية من الشخص نفسه.
فى حين رفضت نسبة 12.5% من عينة الشباب الرقابة على المواقع الجنسية وأن الرقابة الأخلاقية هى الأهم ولأنه يصعب السيطرة عليها وخاصة أن العصر الحالى لا توجد فيه رقابة وحرية المعلومات متاحة.
وعبروا عن رأيهم أن دور الأسرة المصرية تجاه هذه المواقع هو الأهم فى إرشاد الأبناء والحوار معهم ووضع برامج حماية للصغار منهم وتحديد عدد ساعات التصفح، ووضع کلمة مرور وشغل أوقات الأبناء فى ممارسات مفيدة.

الكلمات الرئيسية