معالجة القضايا السياسية في شبکات التواصل الاجتماعي, واتجاه الشباب المصري نحو أحداث 30 يونيو

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الإعلام بکلية الآداب - جامعة بنها.

المستخلص

 اعُتبرت الشبکات الاجتماعية واحدة من أبرز الوسائل الاتصالية التي ساعدت في ظهور الحرکات الاجتماعية والسياسية التي قامت في العالم العربي بدأ من عام 2011م, إلا أن مستوى مساهمة وسائل الإعلام الاجتماعي في تصاعد هذه الانتفاضات  ودورها الأساسي ما زال مثاراً للجدل والنقاش البحثي، حيث  تتطور هذه الشبکات باستمرار وتتغير طبيعة استخدامها وتوظيفها من فترة لأخرى.
وقد شهدت الفترة الأخيرة من الحياة السياسية في مصر تحولا کبيرا، کان أحد أهم أسبابه زيادة عدد مستخدمي الإنترنت، ومواقع الشبکات الاجتماعية تحديدا، وهي المواقع التي وفرت مجالا عاما خصبا لتبادل الآراء والتعبير عنها مما أدى لحدوث تغييرات وتحولات سياسية کبيرة بدأت بثورة 25 يناير عام 2011م، وما تبعها من أحداث سياسية مختلفة حتى ثورة 30 يونيو عام2013م، ومع وصول أول رئيس مدني منتخب بعد الثورة للحکم، وعدم قدرته على إدارة العديد من الملفات في البلاد، اعتبرت بعض القوى السياسية أن هناک إخفاقات کثيرة في الأداء السياسي للرئيس الأسبق؛ لذا ظهرت حملة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني، واللذان طالبا بتنحي الرئيس طواعية، أو الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبکرة، أو عزله قسرا، معتمدين في دعوتها على شبکات التواصل الاجتماعي خاصة شبکة الفيس بوک لتحقيق ذلک الأمر, وتساهم تلک الشبکات في عملية التحول الديمقراطي في مصر، من خلال ما تقدمه من تسهيلات للمستخدم العادي لعرض قضيته، إضافة إلى استخدامها کوسيلة إعلامية لتوصيل الفکرة والدعاية لها والحشد حولها والإقناع بها. من هنا تتحدد مشکلة الدراسة في الوقوف على مدى مساهمة صفحتي تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني في معالجة القضايا السياسية المتعلقة بأحداث 30 يونيو، عبر شبکة الفيس بوک واتجاه الشباب نحو هذه القضايا خاصة فيما يتعلق بالهدف الرئيسي للحملة وهو عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.
وسعت الدراسة إلى معرفة أهمية الصفحات السياسية على مواقع التواصل الاجتماعية  بالتطبيق على شبکة الفيس بوک في المساهمة في عملية التحول الديمقراطي في مصر من خلال دراسة تحليلية لمعرفة طبيعة ما تقدمه هذه الصفحات من خلال صفحة حملة تمرد وصفحة جبهة الإنقاذ الوطنيه وتأثيرهم في الشباب نحو أحداث 30 يونيو کنموذج, حيث تم تحليل مدة ثلاثة أشهر في الفترة ما بين 1/5/2013م وحتي 30/7/2013م، ووتطبيق دراسة ميدانية على عينة من الشباب قوامها 600 مفردة مقسمة من الذکور والإناث, وجاءت النتائج کالتالي:
-      جاءت قضية حملة تمرد وتوکيلات سحب الثقة من الرئيس الأسبق محمد مرسي في مقدمة القضايا التي تناولتها صفحتي حرکة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني بنسبة 24%, حيث کانت هي المحرک الأساسي للمشارکة في ثورة 30 يوليو.
-      جاء في مقدمة نوع المنشور في الصفحات محل الدراسة، المنشور النصي بنسبة 56.9%، ثم الجمع بين أکثر من مادة أغلبها کان الصورة مع النص مع رابط بنسبة 23%، ثم الصورة بنسبة 12.2%، ثم رابط المشارکة بنسبة 4.3%والذي وضع للتدليل على صدق محتوى الصفحتين وأحيانا على انتشارهم.
-      کان محور الارتکاز في المنشور في الصفحات محل الدراسة هو الاعتماد على الحدث بنسبة 56.3% وهو ما کان غالبا يتعلق بخطوات عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي وجمع توقيعات لعزلة، أو الإعلان عن أرقام المشارکين في حملة تمرد من الشعب المصري.
-      اعتمدت طريقة عرض المنشور في صفحتي حرکة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني، بالطريقة الإيجابية بنسبة 60.3% حيث کانت کلها داعية للحملة والمشارکة فيها بالتوقيع وأهميتها لمستقبل البلاد، ثم المشارکة في مظاهرات يوم 30 يونيو، والتأکيد على أهمية الاعتصام في ميادين مصر المختلفة لمساندة الجيش في قراره بعزل الرئيس.
-      اعتمدت صفحتي صفحة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني في عرض منشوراتها على موقع التواصل الاجتماعي على الأساليب الاقناعية العاطفية بنسبة74%  للحشد والمشارکة في الحملة ودعم أهدافها والتأکيد عليها، وکانت منطقية بنسبة 13.4% فظهرت في محاولة التأکيد على نجاح الحملة، من خلال عرض الأرقام الخاصة بالاستمارات التي تجمعها الحملة بتوقيع الشعب المصري عليها لعزل الرئيس شعبيا دون انتخابات.
-      جاء أسلوب الخطابة في المرتبة الأولى من حيث عرض المنشور في الصفحات محل الدراسة، حيث جاء بنسبة 60%، وکانت الحقائق والأرقام في المرتبة الثانية بنسبة 13.2% وکلها تتعلق بحملة سحب الثقة من الرئيس الأسبق محمد مرسي، وکان وضع رابط في المرتبة الثالثة بنسبة 12.1% من خلال عرض الأخبار من مواقع وسائل الإعلام المختلفة والتدليل على صدق ما تعرضه الصفحات من أخبار عن طريق وضع الرابط الخاص بالخبر.
-          جاءت التعليقات دليل تفاعل المشارکين في الصفحة والمعجبين بها مع المضمون المقدم بکافة الأشکال وبطرق مختلفة للتعبير، حيث بلغت نسبة التعليق على المنشورات في الصفحات محل الدراسة بنسبة 100% سواء بالعامية التي کانت أکثر الانماط استخداما باعتبارها نمط شائع الاستخدام بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي أو الفصحي أو لغات أخري أجنبية بنسبة قليله.

الكلمات الرئيسية