الإعلام الجديد والشبکات الاجتماعية social networking: مدخل نظري لفهم الخصائص والسلبيات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس مساعد بکلية الأداب- قسم الإعلام - جامعة بنها

المستخلص

     سعى الإنسان جاهدا عبر التاريخ إلى تطوير مهاراته في الإتصال فانبرى أولا إلى تطوير اللغة وأعقبها باختراع الحروف الأبجدية محققا بذلک الثورة الأولى للإتصال، لکن جهوده في نشر المعرفة على نطاق واسع لم تکلل بالنجاح إلا في القرن الخامس عشر للميلاد حين تم اختراع المطبعة محققا بذلک ثورة الاتصال الثانية، وآذن اختراعها بحلول عصر الإتصال الجماهيري. وحقق استخدام وسائل الاتصال الإلکترونية في الثلث الأول من القرن الثامن عشر دفعة قوية لبلوغ عصر الإتصال الإليکتروني، لما نجم عن ذلک شيوع للمذياع والتلفاز ووسائل الإعلام الأخرى، وبذلک تحققت ثورة ثالثة في الإتصال هي ثورة الاتصال الإليکتروني. أما الثورة المفصلية الرابعة فهي ثورة الکتابة في الفضاء الإليکتروني التي ارتبطت بوسيط اتصال جديد هو شبکات الإتصال عن بعد، فقد استقبلت الصحافة وافدا جديدا جاء إليها من الإنترنت وظهر ما يسمى بالنشر الإلکتروني والنشر عبر الإنترنت.أما ثورة الاتصال الخامسة فقد تجسدت في استخدام الأقمار الصناعية في نقل الأنباء والبيانات والصور عبر الدول والقارات بطريقة فورية.
     وقد تميز النصف الثاني من القرن العشرين بقفزات تکنولوجية مذهلة تطورت معها نظم الإتصالات بشکل فاق کل تصور، فظهر مجتمع المعلومات Information Society نتيجة التزاوج بين تکنولوجيا الإتصالات الفضائية بما لديها من قدرة فائقة على تجاوز حدود الزمان والمکان وتکنولوجيا الحاسبات الإليکترونية القادرة على تخزين قدراً هائلاً من البيانات وسهولة استرجاعها فى ثوان قليلة, وهو ما أدى إلى ظهور شبکات المعلومات التى جعلت الإنسان يستطيع الوصول إلى مصادر المعلومات عن طريق وسائل الإتصال الحديثة الفورية على الأرض أو من خلال الفضاء, وهکذا أضافت هذه الشبکات بعداً کبيراً لقدرة الإنسان على توسيع معارفه وتخزينها وترتيبها وإنتاج المعلومات وبثها والتعامل معها فى الحال. وقد ظهر التکامل والاندماج بين وسائل الإعلام الجماهيرى وتکنولوجيا المعلومات وهو ما يمثل أحد أبعاد عولمة الإعلام, فمع تطور الحاسبات وشبکات الهاتف وشبکات المعلومات واستخدام تکنولوجيا البث الفضائي, ظهرت تکنولوجيا الإتصال متعددة الوسائط وتکنولوجيا الإتصال التفاعلي بتطبيقاتها المختلفة, ومن أشهرها شبکة الإنترنت فکان ظهور تلک الشبکة بمثابة قفزة نوعية في تاريخ وسائل الإعلام، إذ أسهمت في إلغاء المسافات والحدود الجغرافية بين البشر، وجعلت العالم ليس فقط قرية کونية صغيرة _ کما يقول مارشال ماکلوهان M. Marshal _ بل مجرد شاشة فضية صغيرة; ليتحول إنسان القرن الواحد والعشرين إلى ما يمکن تسميته بالمواطن الکوني أو العالمي Global Citizen([iv]).
     وقد حظيت الثورة المعلوماتية باهتمام بالغ من قبل الدارسين والباحثين سواء في حقل العلوم السياسية أو الإعلام والاتصال، حيث تهدف تلک الثورة إلى تکريس حق المواطن في الإعلام من خلال تعزيز الحرية المطلقة لنشر المعلومات، فکانت تلک الثورة نتاج ثلاث ثورات سابقة لها نتج عنها ما صار يُعرف في الأوساط الأکاديمية بــ Web 2.0 أو الجيل الثاني من الإنترنت والذي تميز بعدد من التطبيقات تسمح لمستخدميها بالتعاون والعمل سويا وتقاسم الفيديوهات والتسجيلات الصوتية والملفات عبر الإنترنت، وقد اتخذت هذه الظاهرة مسميات عدة منها الإعلام الجديد New Media، والإعلام البديل Alternative Media ، والإعلام المجتمعي Societal Media، وإعلام المواطن Citizen Media([v])، وصحافة المواطن حيث نجد أن أول من دعا إليها في العام 2003 هو الکاتب "دان جليمور" في کتابه نحن وسائل الإعلام: الصحافة الشعبية من الشعب وإلى الشعب


 

الكلمات الرئيسية