اتجاهات الشباب الجامعي نحو صورة المريض النفسي في المسلسلات التليفزيونية المصرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الإعلام التربوي - کلية التربية النوعية – جامعة بنها

المستخلص

تتمثل مشکلة البحث في رصد وتحليل آراء واتجاهات الشباب الجامعي نحو صورة المريض النفسي المقدمة في المسلسلات التليفزيونية المصرية وملامح هذه الصورة وأبعادها والعوامل التي أدت إلى تشکيلها, والعوامل المؤثرة فيها خاصةً مع تزايد تناولها في المحتوى الدرامي.
 نتائج البحث:
- أوضحت النتائج الميدانية أن الشباب الجامعي "عينة البحث" يحرصون بصفة دائمة على مشاهدة القنوات الفضائية الدرامية, ودلت النتائج الإحصائية على وجود فروق بين أفراد العينة في نسب المشاهدة لصالح الإناث.
- أظهرت النتائج ارتفاع نسب أفراد العينة لمشاهدة المسلسلات التليفزيونية التي تناولت صورة المريض النفسي, حيث تبين أن أکثر من نصف عينة البحث يحرصون على متابعة تلک الأعمال بشکل دائم 58.2% وبصورة غير منتظمة "أحيانا" 41.8%.
- تعددت أسباب ودوافع مشاهدة المبحوثين للمسلسلات التليفزيونية التي تناولت في مضمونها صورة المريض النفسي, وکان في مقدمتها: اکتساب خبرات من الحياة, يليها مشاهدة أدوار النجوم والشخصيات التي يحبونها, بينما تمثل السبب الثالث مساعدتهم في تکوين وتشکيل آرائهم حول صورة المريض النفسي المقدمة في الدراما, ثم حصولهم على معلومات تفيدهم في معرفة ملامح وسمات المريض النفسي, ثم هروبهم من ضغوط الحياة والأعباء الدراسية.
- اتفقت الصورة الإعلامية للمريض النفسي التي تعکسها المسلسلات التليفزيونية إلى حدٍ ما مع الصورة الذهنية لتلک الفئة الموجودة لدى الشباب الجامعي "عينة البحث" حيث وافق عليها أکثر من نصف أفراد العينة 62.0%.
- جاءت شبکة الانترنت والدراما التليفزيونية والبرامج التي تعرضها القنوات الفضائية  في مقدمة المصادر التي يعتمد عليها الشباب "عينة البحث" في التعرف على الواقع الاجتماعي للمريض النفسي, نظراً لإقبال الکثير من هؤلاء الشباب على متابعة تلک المصادر خاصةً في الفترة الاخيرة, وذلک لما تتمتع به من عناصر التشويق والجذب والإثارة.
- أکدت عينة البحث أن المشکلات الاجتماعية والأسرية, يليها النفسية تصدرت قائمة المشکلات التي تعرضت لها الشخصيات التي قامت بدور المريض النفسي في المسلسلات, وتمثلت أبرزها في سوء المعاملة الوالدية منذ الطفولة, أو بسبب الخلافات بين الأزواج, أو منع تلک الشخصيات من القيام بأعمال معينة أدى إلى تعويض النقص فيما بعد.
- أظهرت النتائج وجود تفاوت وتباين في إجابات المبحوثين حول طبيعة الأساليب التي لجأ إليها المريض النفسي لمواجهة مشکلاته في معظم الأعمال الدرامية, حيث جمعت بين الأساليب المشروعة تارة مثل اللجوء للشرطة أو الأطباء النفسيين أو الحوار والمناقشة وغير المشروعة تارةً أخرى مثل استخدام العنف والتهديد به والاستبداد بالرأي, وهو ما يؤکد طبيعة شخصية المريض النفسي المتقلبة, حيث التوتر والانفعال في بعض الأحيان والهدوء والاتزان في أحيانٍ أخرى, وهو ما يحسب للقائمين على إخراج تلک الأعمال الدرامية کمحاولة لتقديم شخصية المريض النفسي کما هي موجودة في المجتمع.
- اتسمت غالبية اتجاهات الشباب الجامعي "عينة البحث" نحو الصورة الإعلامية للمريض النفسي بالحيادية حيث ظهرت بنسبة63.0%, في حين بلغت نسبة الاتجاهات السلبية 30.8%, أما الاتجاهات الإيجابية فلم تتجاوز سوى نسبة ضئيلة بلغت 6.2%.
     ويرى الباحث أن أسباب اختلاف اتجاهات المبحوثين نحو الصورة المقدمة للمريض النفسي بالدراما التليفزيونية ترجع إلى:
   * الصور والمشاهد الخاطئة المأخوذة عن المريض النفسي بأنه شخص يعاني من أمراض تمثل خطر على المجتمع وبالتالي لابد من إيداعه بالمصحات النفسية وعزله عن المجتمع.
   * الرسالة الخاطئة التي يبثها الإعلام والقنوات الدرامية من خلال ترسيخ وتکثيف صورة المريض النفسي بشکل خاطئ خاصةً وأن الأجيال المراهقة والشباب يستقبلون هذ التنميط في العمل الإعلامي وهم في فترة زمنية تمتاز بالقدرة على استخلاص وتفهم المعاني المراد إيصالها من خلال الدراما.
   * أن کثافة التعرض لصورة المريض النفسي في الدراما تصبح بمرور الوقت أقرب إلى الصور اليومية المتکررة والنمطية التي يعتاد عليها الجمهور خاصةً الشباب بدلاً من التحول إلى معرفة حلول وعلاج لمثل هذه المشکلات والأمراض النفسية.
   * أنه لا توجد معايير وضوابط أخلاقية ومهنية للتعامل الإعلامي مع الصور النمطية المقدمة للمريض النفسي, والتي لعبت أدوارها نساء في معظم الأعمال الدرامية, حيث اقتصرت فقط على تقديم شخصية الإناث بأنها الفئة الأکثر ارتباطاً بالمرض النفسي وإغفال الذکور من تلک الأعمال, الأمر الذي يضع علامة استفهام أمام القائمين على تلک الأعمال الدرامية.

الكلمات الرئيسية