دور القنوات التليفزيونية فى إدراک الجمهور لواقع الاقتصاد المصري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الإعلام بکلية الآداب - جامعة حلوان

المستخلص

أجرت الباحثة دراسة مسحية على عينة غير احتمالية من الجمهور العام المصرى بمحافظات القاهرة الکبرى في الفئة العمرية 18 عاماً فأکثر، قوامها 300 مبحوث للتعرف على الدور الذى تقوم به القنوات التليفزيونية في إمدادهم بالمعارف الاقتصادية، وتشکيل إدراکهم لواقع الاقتصاد المصرى، باستخدام صحيفة الاستبيان کأداة لجمع البيانات، بالاعتماد على المقابلة الشخصية خلال الفترة من 10/1/2018 إلى 25/1/2018.
وخلصت الدراسة إلى أن معظم المبحوثين (88%) يحرصون على متابعة تطورات الوضع الاقتصادى المصرى المقدمة بالقنوات التليفزيونية بشکل منتظم وشبه منتظم، وتطابقت هذه النتيجة مع نتائج دراسات سمر يسرى (2016)، هند محمد (2014)، دينا وحيد (2012)، سماح ماضى (2009)، حيث توصلوا جميعهم إلى تفضيل الجمهور العام المصرى للقنوات التليفزيونية في متابعة الموضوعات والقضايا الاقتصادية، ويفسر هذا التطابق في النتائج في ضوء طبيعة التليفزيون، حيث يعد وسيلة إعلامية مناسبة لجميع فئات الجمهور المصرى.
وعلى مستوى أسباب متابعة الجمهور المصرى لتطورات الوضع الاقتصادى، توصلت الدراسة إلى أن أهم هذه الأسباب هى: تأثير الوضع الاقتصادى على شراء احتياجاتهم الأساسية، ومتابعة آخر المستجدات وزيادة الثقافة العامة، وهى ذات النتيجة التى توصلت لها دراسات سمر يسرى (2016)، هند محمد (2014)، دينا وحيد (2012)، رغدة محمد (2009)، ويرجع هذا الاتفاق إلى بحث الإنسان المستمر عن المعرفة، وحاجته للاطلاع على المستجدات في کافة المجالات.
وانتهت الدراسة فيما يتصل بقطاعات الاقتصاد المصرى التى يحرص الجمهور على متابعتها من خلال القنوات التليفزيونية إلى تصدر قطاع التجارة، والقطاع المالى والمصرفي، وهى ذات النتيجة التى توصلت لها دراستا سمر يسرى (2016)، وهند محمد (2014)، حيث حرص المبحوثون على متابعة فقرات أخبار المال والأعمال، وأسعار العملات والبورصة٬ ويفسر ذلک في إطار تقارب الفترات الزمنية لإجراء هذه الدراسات، حيث شهدت السنوات الأخيرة العديد من الإجراءات والإصلاحات الاقتصادية التى أثرت على القطاع المال والمصرفي، وبالتالى ارتفاع أسعار السلع والخدمات.
وفيما يخص مصادر المعلومات الأخرى التى يتابع الجمهور المصرى من خلالها التطورات الاقتصادية، اختلفت نتائج هذه الدراسة في متابعة المبحوثين للصحف کمصدر للمعلومات الاقتصادية مع نتائج الدراسات السابقة ذات الصلة، حيث توصلت هذه الدراسة إلى تفضيل المبحوثين للإنترنت، ثم الإذاعة، ثم وسائل الاتصال المباشر، يليها الصحف٬ في حين توصلت دراسة سمر يسرى (2016) إلى أن المبحوثين يعتمدون على الصحف والمجلات المصرية والعربية، ثم شبکة الإنترنت، وأکدت أيضاً دراسة هند محمد (2014) على تصدر الصحف المصرية، ثم الإنترنت والإذاعة، وتراجع وسائل الاتصال المباشر کمصدر للمعلومات الاقتصادية للمرتبة الأخيرة٬ ويفسر اختلاف النتائج فيما يخص الصحف في ضوء اختلاف الجمهور المصرى ما بين تفضيل الصحف الورقية کوسيلة إعلامية تقليدية يستطيع التعامل معها، وبين تفضيل المواقع الإخبارية والصحف الإلکترونية المتاحة عبر شبکة الإنترنت کبديل إلکترونى تمکن مستخدميها من الحصول على المعلومات بسهولة وسرعة.
وتباين تقييم الجمهور في هذه الدراسة لمستوى المعالجة التليفزيونية لتطورات الوضع الاقتصادى المصرى ما بين الإيجابية والسلبية، ويتفق ذلک مع ما توصلت إليه الدراسات السابقة حيث تباين أيضاً تقييم المبحوثين في هذه الدراسات لمعالجة الموضوعات والقضايا الاقتصادية بالقنوات التليفزيونية، وفقاً لنوع القنوات، والجمهور الذى أجريت عليه الدراسة٬ حيث توصلت دراسة لمياء سمير (2016) إلى أن القائمين بالاتصال في مجال الإعلام التليفزيونى الاقتصادى يرون أن البرامج الاقتصادية تفتقد الکثير من الصور والأشکال والرسوم التوضيحية٬ وتوصلت دراسة منى مجدى (2016) إلى أن حجم المواد الاقتصادية بالقنوات المصرية لا يتناسب مع التحديات الاقتصادية، کما تتسم المعالجة بالموسمية، وذلک من وجهة نظر الخبراء الإعلاميين الأکاديميين. أما على مستوى القنوات العربية الاقتصادية، انتهت دراسة سمر يسرى (2016) إلى أن (55,9%) من المبحوثين (أساتذة وطلاب الجامعات وموظفي الحکومة والبنوک) يرون أن البرامج الاقتصادية تتابع الأخبار الاقتصادية بشکل فورى٬ وأشار (56,2%) إلى أنه يمکن الثقة في المضمون الاقتصادى المقدم، واتخاذ قرارات اقتصادية في ضوئه.
وخلصت الدراسة أيضاً إلى وجود مستوى معرفة متوسط بتطورات الوضع الاقتصادى المصرى لدى (60%) من المبحوثين، وأن ما يقرب من نصف المبحوثين (46,7%) لا يستطيعون تحديد ملامح الاقتصادى المصرى المستقبلية.
وعلى مستوى نتائج اختبار الفروض، انتهت الدراسة إلى وجود اختلافات دالة إحصائياً في مستوى معرفة المبحوثين المکتسبة من القنوات التليفزيونية بشأن تطورات الوضع الاقتصادى المصرى، باختلاف العمر، والمستوى الاقتصادى الاجتماعى، ودرجة المتابعة٬ بينما لم يثبت وجود اختلافات دالة إحصائياً على مستوى النوع، مستوى التعليم.
کما خلصت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين نوع الوسيلة، ومستوى معرفة المبحوثين بتطورات الوضع الاقتصادى المصرى٬ وذلک على مستوى الصحف، والاتصال المباشر فقط، ولم تثبت هذه العلاقة على مستوى الإذاعة والإنترنت، واتفقت النتيجة الخاصة بالصحف مع نتائج دراسة شيفرين Schiffrin (2015)٬ حيث انتهت إلى أن التغطية الصحفية للموضوعات الاقتصادية تؤثر بوضوح على فهم الجمهور لهذه الموضوعات، وکذلک مع نتائج دراسة سماح ماضى (2009)، حيث توصلت إلى وجود علاقة ارتباطية طردية بين تعرض الجمهور للصحف المصرية، ومعارفهم بشأن الأزمة المالية العالمية.
وخلصت الدراسة أيضاً إلى وجود اختلافات دالة إحصائياً في مستوى معرفة المبحوثين بتطورات الوضع الاقتصادى المصرى، باختلاف نوع القنوات التليفزيونية، لصالح من يتابعون القنوات المصرية الحکومية والخاصة. وکذلک ثبت وجود اختلافات دالة إحصائياً في مستوى معرفة المبحوثين بتطورات بعض قطاعات الاقتصاد، وفقاً لاهتمامهم بمتابعتها من خلال القنوات التليفزيونية، وذلک على مستوى قطاعات التجارة، والتشييد والبناء، والاتصالات فقط، بينما لم يثبت وجود اختلافات دالة إحصائياً على مستوى باقى القطاعات الاقتصادية. کما توصلت الدراسة إلى وجود ارتباط إيجابى بين مستوى معرفة المبحوثين بتطورات الوضع الاقتصادى في مصر، وقدرتهم على تحديد توقعاتهم المستقبلية بشأن الاقتصاد المصرى.
 
 

الكلمات الرئيسية