معالجة البرامج الحوارية لقضايا الإرهاب عبر القنوات الفضائية وعلاقاتها بتوجه الشباب المصري نحو الکيانات الإرهابية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الإعلام بکلية الآداب - جامعة بنها

المستخلص

تشهد البرامج الحوارية اهتماما متزايدا نتيجة التطور والانتشار المستمر لها, وتحولها من خلال وسائل الإعلام المختلفة خاصة عبر القنوات الفضائية أحد أبرز العوامل المؤثرة في التأثير على الرأي العام واتجاهاته, وتحولت لظاهرة برامجية تشکل جزء من اهتمامات الجمهور المصري خاصة الشباب لما تناقشه من قضايا ومشکلات اجتماعية, ومع تزايد التحديات الأمنية في التعامل مع قضية الإرهاب ولما لها من انعکاسات اقتصادية وسياسية واجتماعيه مختلفة, وهو الأمر الذي يتطلب معرفة الدور الذي تقوم به البرامج الحوارية في تناول قضايا الإرهاب وکيفية عرضها على الجمهور خاصة الشباب, ومن هنا تتحدد مشکلة الدراسة في العلاقة بين مستوي التعرض للبرامج الحوارية من حيث کم التعرض ونوعية المضمون, ونوع المعالجة المستخدمة والقوي الفاعلة, وتوجه الشباب المصري نحو الکيانات الإرهابية, وقوفا على الدور الذي يمکن أن تسهم به البرامج الحوارية في تشکيل معارف واتجاهات الشباب المصري نحو تلک الکيانات.
     وسعت الدراسة إلى معرفة طبيعة الکيانات الإرهابية لدى الشباب المصري, وکيفية تناولها من خلال البرامج الحوارية المقدمة على الفضائيات المصرية, من خلال دراسة تحليلية لمعرفة طبيعة تناول عينة من أکثر البرامج الحوارية مشاهدة, والتي کانت برامج (کل يوم – هنا العاصمة – مساء dmc), حيث تم تحليل مدة ثلاثة أشهر في الفترة الزمنية من (1/10/2017) إلى (1/12/2017)، وتطبيق دراسة ميدانية على عينة من الشباب قوامها 400 مفردة مقسمة من الذکور والإناث, عبر ثلاث محافظات هي القاهرة والإسکندرية وقنا وجاءت النتائج کالتالي:
- جاءت حادثة مسجد الروضة الإرهابية في مقدمة القضايا التي تناولتها البرامج الحوارية أثناء فترة التحليل بنسبة 52.9%, وکان برنامج مساء dmc هو الأکثر ترکيزا على القضية مقارنة بالبرامج الأخرى.
- اعتمدت البرامج الحوارية عينة التحليل على اسلوب معالجة "عرض الجوانب السلبية" في تناولها للقضايا الإرهابية عينة التحليل في المرتبة الاولى بمعدل تناول 54 مرة, من خلال الترکيز على أوجه القصور الأمني وبشاعة الحادثة, مقابل الاعتماد على أسلوب المعالجة "الإيجابي" بمعدل تناول 16 مرة, والذي کان يرکز على التعاطف الشعبي مع الضحايا والتکاتف في مؤسسات الدولة في مواجهة الإرهاب, بينما کان العرض "المعلوماتي" بمعدل تناول 15 مره والذي کان يرکز على کيفية وقوع الحادثة وأبعادها المختلفة.
- جاء الشکل البرامجي الذي اعتمدت علية البرامج الحوارية في تناول الحوادث الإرهابية عينة الدراسة, بالاعتماد "على أکثر من شکل" في المرتبة الأولى نسبة37.6%, بينما کان "حواري وصور أرشيفية" بنسبة 18.8%, بينما کان "حواري واتصال هاتفي" بنسبة 14.6%, ثم "حواري فقط" بنسبة 12.9%, ثم "مقابلة" بنسبة 8.2%, ثم "حواري وتقرير خارجي" بنسبة "4.7".
- تم الترکيز على "الإطار الإنساني" بنسبة 52.9% في مقدمة الأطر التي تناولت من خلالها البرامج الحوارية قضايا الإرهاب عينة التحليل, ثم في المرتبة الثانية على "إطار الصراع", بنسبة 29.4%, ثم في المرتبة الثالثة تم الاعتماد على "الإطار الاقتصادي" بنسبة 28.2%, وهو ما يتفق مع دراسة (محمد على أحمد عبيدي 2017). (34)
-  کانت أبرز القوى الفاعلة التي رکزت عليها البرامج الحوارية عينه الدراسة أثناء الترکيز على الحوادث الإرهابية عينة الدراسة کالتالي: فيما يتعلق بالجهات "القوات المسلحة" بنسبة 25.9%, ثم "وزارة الداخلية" بنسبة 21.2%, ثم "الحکومة" بنسبة 17.6, ثم "مجلس النواب" بنسبة 15.3%, ثم "المجلس القومي لمکافحة الإرهاب والتطرف" بنسبة 14.5%, ثم "الأزهر الشريف" بنسبة 14.1.      
-  کانت أبرز القوى الفاعلة التي رکزت عليها البرامج الحوارية عينه الدراسة أثناء الترکيز على الحوادث الإرهابية عينة الدراسة کالتالي: فيما يتعلق بالشخصيات جاء "رئيس الجمهورية" في المقدمة بنسبة 21.2%, ثم "شيخ الأزهر" بنسبة 16.5%, ثم "وزير الداخلية" بنسبة 10.6%, ثم "وزير الصحة" و "بابا الإسکندرية وبطريرک الکنيسة القبطية الأرثوذکسية" بنسبة 7.1%, ثم "وزير الدفاع" بنسبة 4.7%.
 - أوضحت نتائج الدراسة الميدانية الارتفاع النسبي لمشاهدة أفراد العينة للبرامج الحوارية, حيث بلغت نسبة من يشاهدونها "أحيانا" %48.8, وبلغت نسبة من يشاهدونها "دائما" %39.5, بينما بلغت نسبة من "لا يشاهدها" 11.8%, وهو ما يتفق مع دراسة (مليکة عرور, سامية حميدي 2016) (35).
- جاءت نتيجة "أقل من 3 أيام أسبوعيا" في مقدمة النتائج حول معدل مشاهدة أفراد العينة للبرامج الحوارية التي تقدم عبر الفضائيات المصرية بنسبة 48.4%, تلاها "من 3-4 أيام أسبوعيا" بنسبة 36%, ثم في المرتبة الأخيرة مشاهدة عينة الدراسة للبرامج الحوارية "بصورة يومية" بنسبة 15.6%, وهو ما يختلف مع دراسة (Cohen-Almagor 2015)التي اشارت إلى أن نتيجة مشاهدة أفراد العينة يوميا في المرتبة الأولى.(36)
- جاءت أسباب عدم مشاهدة أفراد العينة للبرامج الحوارية "عدم تخصص الضيوف الذي يتم سؤالهم" بنسبة 48.9%, ثم "تتبني وجهة نظر القناه وسياستها التحريرية" بنسبة 38.3%, ثم "خروج الضيوف عن صلب الموضوع الذي يتم مناقشته" بنسبة 34%, ثم "يتم الترکيز على اشياء غير مهمه" بنسبة 25.5%.
- يتضح أن عدد الساعات التي يشاهدها أفراد العينة للبرامج الحوارية في اليوم الواحد, کانت "أقل من ساعة" في المرتبة الأولى بنسبة45.3%, ثم "من ساعة إلى أقل من ساعتين" في المرتبة الثانية بنسبة 31.7%, ثم "من ساعتين إلى ثلاث ساعات" في المرتبة الثالثة بنسبة 16.7%, وأخيرا جاءت "أکثر من ثلاث ساعات" بنسبة 6.2%.
- يتضح أن عدد البرامج الحوارية التي يشاهدها أفراد العينة في الأسبوع, أن من "يشاهد برنامجان" جاءت في المرتبة الأولى بنسبة 75.4%, ثم "برنامج واحد" في المرتبة الثانية بنسبة 10.5%, ثم "ثلاث برامج" في المرتبة الثالثة بنسبة7.9%, ثم "أکثر من ذلک" في المرتبة الرابعة والأخيرة بنسبة 6.2%.
- جاء ترتيب أسباب مشاهدة أفراد العينة للبرامج الحوارية سبب "تساعدني في تکوين أرائي تجاه القضايا المختلفة" في المرتبة الأولى بنسبة 38.3%, ثم في المرتبة الثانية سبب "تقدم تغطيات شاملة للموضوعات والأحداث" بنسبة 29.5%, ثم سبب "تعرض قضايا تهم المواطنين" في المرتبة الثالثة بنسبة 27.7 %, ثم في المرتبة الرابعة سبب "تستضيف شخصيات متميزة استفيد من آرائها ووجهات نظرها" بنسبة 18.7%, ثم في المرتبة الخامسة سبب "تعرض الرأي والرأي الأخر بما يدعم ثقافة الحوار" بنسبة 17.2%,وهو ما يتفق مع دراسة (ياسمين سعد 2010)(37).
- أوضحت النتائج أن أبرز البرامج الحوارية التي يحرص على متابعتها أفراد العينة هي برنامج "کل يوم بقناة "ON T.V في المرتبة الأولى بنسبة 31.9%, ثم في المرتبة الثانية "برنامج هنا العاصمة بقناة "CBC بنسبة29%, ثم في المرتبة الثالثة برنامج "العاشرة مساءً بقناة دريم" بنسبة 28.6%, وفي المرتبة الرابعة برنامج "مساء dmc بقناة "dmc بنسبة 22.6%.
- جاءت الموضوعات "السياسية والأمنية" في مقدمة الموضوعات التي تحرص عينة الدراسة على متابعتها من خلال البرامج الحوارية بنسبة 53.6%, وفي المرتبة الثانية "القضايا الاقتصادية" بنسبة 25.2%, وفي المرتبة الثالثة "القضايا الثقافية" بنسبة 24.5%, وهو ما يتفق مع دراسة (Qamar Fatima 2014) (38).
- اتضح حرص أفراد العينة على متابعة موضوعات الکيانات الإرهابية بالبرامج الحوارية على القنوات الفضائية المصرية, حيث أتى في المرتبة الأولى احرص بشکل دائم بنسبة 62.3%, الثانية نادرا ما أحرص  بنسبة 37.7%, وفي المرتبة الثالثة احرص احيانا بنسبة 2%, وهو ما يتفق مع دراسة (محمود حلمي عمارة 2016)(39).
- وفيما يتعلق بأسباب حرص أفراد العينة على متابعة موضوعات الکيانات الإرهابية بالبرامج الحوارية على القنوات الفضائية المصرية أتى في المرتبة الأولى "التعرف على موضوع الکيانات الإرهابية وابعادها", "واهتمامي بالقضية التي تؤثر على مستقبل الوطن", بنسبة 43.6%, وفي المرتبة الثانية "تزيد من قدرتي على مناقشة ابعاد قضية الکيانات الإرهابية" بنسبة 22.9%, وفي المرتبة الثالثة "معالجة قضية الکيانات الإرهابية بشکل متميز بالبرامج الحوارية" بنسبة 11.9%.
- فيما يتعلق بطريقة تناول البرامج الحوارية عند تناول قضايا الإرهاب من وجهة نظر أفراد العينة, أتى في المرتبة الأولى "البرامج الحوارية تساهم في تعديل المفاهيم والاتجاهات تجاه الکيانات الإرهابية" بنسبة 52.9%, وفي المرتبة الثانية "البرامج الحوارية تعبر عن وجهة نظر المتخصصين" بنسبة 39.4%, وفي المرتبة الثالثة "البرامج الحوارية تعتبر مصدرا مهما لدى الجمهور المهتم بموضوع الکيانات الإرهابية" بنسبة 36%, وهو ما يتفق مع دراسة (Butt, A. A.2016) (40).
- أوضحت النتائج ارتفاع معدل مناقشة أفراد العينة ما تتابعه من موضوعات حول الکيانات الإرهابية بالبرامج الحوارية مع الاخرين, حيث جاء في المرتبة الأولى "دائما" بنسبة 63.7%, وفي المرتبة الثانية "أحيانا" بنسبة 25%, وفي المرتبة الثالثة "لا" بنسبة 11%.

الكلمات الرئيسية