معالجة القنوات الفضائية العربية لأحداث 30 يونيو 2013

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بکلية الإعلام – جامعة 6 أکتوبر

المستخلص

تتمثل مشکلة الدراسة في التعرف على طبيعة المعالجة الإعلامية لکل من قناة الجزيرة مباشر مصر، وقناة Cbc الفضائية المصرية لأحداث 30 يونيو 2013، سواء قبل حدوث الثورة وأثنائها وبعد حدوثها، حيث لعبت القناتان دورًا هامًا في تغطية هذا الحدث السياسي، على الرغم من اختلاف معالجتهما للحدث، الذي وصل لدرجة التناقض، وبالتالي سعت الدراسة للتعرف على الطرق والآليات التي اتبعتها کل من القناتين في التعامل مع الحدث، وبالتالى تنوع وجهتي نظرهما، وهو ما سيترتب عليه تشکيل توجهات الجمهور وآرائه حول الأزمة السياسية التي آثارتها  30 يوينو. 
  يتضح من المعالجات الإعلامية السابقة أن الإعلام المصري يحاول اکتساب الحنکة والقدرة على مواجهة الأزمات حيث تمکنت قناة CBC الفضائية المصرية الخطى بشکل إيجابي في تناول أحداث 30 يونيو وتداعياتها، حيث ساهمت القناة في محاولة الحد من حالة الغضب التي کانت متفاقمة لدى المواطن المصري، بسبب سوء وتردي الأوضاع المعيشية لهم في ظل حکم جماعة الإخوان المسلمين، کما دعمت القناة کل من مؤسستي الشرطة والجيش بأنهما من يحفظان الأمن واستقراره في الدولة، لذا من الضروري الثقة في أدائهما، وهو ما نجح فيه بالفعل کل من الفريق عبد الفتاح السيسي واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، بل إن کلتا الشخصيتان أعطيا نموذج الاتحاد والترابط للشعب المصري، وربما هذا ما دعم ترابط الشعب ونزوله في الميادين مطالبًا بسقوط جماعة الإخوان المسلمين، والجدير بالقول أن القناة حاولت مراعاة الموضوعية في تناول الحدث، بالتعريف بالأزمة السياسية التي يعاني منها المجتمع وأسبابها، والحلول المقترحة لمواجتها وبما يحقق مطالب الشعب الثائر للمرة الثانية لأجل الحصول على حقوقه الإنسانية کاملة، أما بالنسبة لقناة الجزيرة مباشر مصر، فأخفقت في تناولها للحدث، وخرجت عن معايير المهنية، حيث کان اتجاهها واضحًا هو التبرير غير المعقول لجماعة الإخوان المسلمين ونبذ المؤسسة الأمنية المصرية، بل سمحت من خلالها أن تطلق الدعاوي لأجل التدخل الأجنبي في مصر، وهو ما يجعلنا نتوقف برهة، کيف تسمح دولة عربية بأن يتدخل أجنبيًا في شئون دولة عربية آخرى، وهو ما يدلل على أن قناة الجزيرة تنفذ مخطط واضح لتدمير أمن واستقرار مصر. 
 وانطلاقًا مما سبق، نجد أن کلتا القناتين اختلفتا في مسار المعالجة حيث اعتمدت قناة CBC على الحجج العقلانية متمثلة في عرض الأدلة والوثائق المتعلقة بتدهور الحياة الأقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية منذ تولي الجماعة للحکم، لذا کانت الأطر السياسية والأمنية والاجتماعية في معالجة الأحداث المتعلقة بثورة 30 يونيو وتداعياتها في مراتب عليا من بين أطر المعالجة الإعلامية، في حين أن قناة الجزيرة مباشر مصر اعتمدت على الأسانيد العاطفية، وتحديدًا الوتر الديني في دعم جماعة الإخوان المسلمين، بحجة أنهم سيطبقون شرائع الإسلام، لذا کانت الأطر الدينية في هذه القناة في مرتبة متقدمة على عکس قناة CBC، کما أن قناة الجزيرة مباشر مصر اعتمدت على الإطار التشريعي والقانوني بصورة أساسية في معالجتها للأحداث من منطلق أن الرئيس محمد مرسي يعد الرئيس الشرعي المنتخب بإرادة حرة عبر الصندوق الانتخابي، وبالتالي لا تعد هذه الثورة صحيحة، وأنه من المفترض أن يمضي الرئيس محمد مرسي فترته الانتخابية.      

الكلمات الرئيسية