جدارات البحث العلمي لخريجي الماجستير في الإعلام في إطار إدارة المعرفة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

استاذ مساعد بکلية الإعلام وفنون الاتصال جامعة 6 أکتوبر

المستخلص

أظهرت العديد من الدراسات في مجال البحث العلمي بشکل عام والبحث العلمي في قطاع الإعلام بشکل خاص في المنطقة العربية وجود العديد من التحديات التي تقف عائقًا أمام إمکانية الاستفادة من نتائج البحوث في تحقيق خطط الدولة التنموية، ومع اهتمام الدول بشکل عام بتحقيق جودة التعليم بمعايير تنافسية، تغطيها جدارات وکفايات، بما تشمله من مواصفات ومهارات تخص الباحثين بشکل عام ودون تخصيص لقطاع معين، ويلزم توفرها لتحقيق إدارة المعرفة؛ ولما لها من أهمية في تطوير المؤسسات التعليمية على أسس فکرية متکاملة، تحقق المصالح الداخلية والخارجية للمؤسسة البحثية والتعليمية، وظهور العديد من التوجهات العلمية الجديدة فيما يخص تناول إدارة المعرفة، وخاصة في المجال الأکاديمي، وبداية استخدام المصطلحين ( الجدارات ، وإدارة المعرفة ) على مستوى العمل البحثي العربي، بدافع الاستفادة من مردود البحوث في خدمة المجتمع، وتحقيق متطلبات السوق المهني؛ مما دفع الباحثة لمحاولة دراسة موضوع جدارات البحث العلمي لخريجي الماجستير في الإعلام، سواء من وجهة نظر الباحثين أنفسهم، أو من وجهة نظر الخبراء في مجال الإعلام المهني والأکاديمي معًا، وذلک في إطار عمليات إدارة المعرفة الخاصة، بتکوين المعرفة وحفظها ونشرها وتطبيقها.
وقد أجابت النتائج على التساؤلات البحثية وتحققت من صحة الفروض من عدمه ،فقد تبين أن المواصفات المتحققة لخريج مرحلة الماجستير في الإعلام من وجهة نظر الخريج، وحققت أعلى من المتوسط کانت (إظهار وعي بالمشاکل الجارية والرؤى)، بينما کانت أقل المواصفات المتحققة هي (توظيف الموارد المتاحة بما يحقق أعلى استفادة). کما بينت نتائج المواصفات العامة المطلوبة من وجهة نظر الخبراء الإعلاميين من خلال المقابلات المرکزة وجود ثلاث مواصفات غير مدرجين في المواصفات العامة تتعلق بـ (التعامل، والتفاعل الأکاديمي والمهني من وجهة نظر الخبراء، وباغتنام فرص حضور الفعاليات للتعامل المباشر مع المصادر لجمع المعلومات البحثية). وفي إطار تحليل المهارات الثلاثة (المعرفة، والذهنية، والمهنية) المکتسبة من وجهة نظر الخريج، تبين أن أعلى معدل للمتوسطات الکلية کانت للمهارات الذهنية بوزن مئوي (89.8%)، يليه مهارة المعرفة والفهم بوزن مئوي (82.45%)، ثم المهارة المهنية بوزن مئوي (80.9%). مما يؤکد على أهمية الترکيز والدعم الأکاديمي لتنمية هذه المهارات طوال فترات الدراسة في مرحلة البکالوريوس والماجستير، بالاستعانة بالخبراء والتدريب العملي، والتشارک بين القطاعين المهني والأکاديمي، وهو ما أکدته العديد من الدراسات السابقة في المجال، کما تؤکده نتائج البحث الخاصة بالمهارات الذهنية من وجهة نظر الخريج، من حيث حصول مهارة إتقان المهارات المهنية الأساسية والحديثة في مجال التخصص الإعلامي على وزن مئوي أقل من المعدل المتوسط. وکذلک نتيجة البحث الخاصة بالمهارات المعرفية المطلوبة، والخاصة بتفعيل مبدأ التشارک. وبينت النتائج موافقة العينة على اکتساب مهارة المعرفة والفهم الخاصة بـ (النظريات والأساسيات المتعلقة بمجال الإعلام التقليدي والحديث)، وعلى الرغم من ذلک فإنها ما زالت تمثل مطلبًا لتطوير البحث العلمي الإعلامي؛ حيث اعتبره البعض تمثل ضعفًا في التناول العلمي لبحوث الإعلام القديمة والحديثة؛ لما تمثله من تکرار، وعدم توافقها مع البيئة العربية، والظواهر الاجتماعية المحلية. وتبين النتائج مهارتين ذهنيتين مطلوبتين من وجهة نظر الخبراء، تمثلت في (تقديم رؤية جديدة مبتکرة للبحث العلمي ورفعها لإدارة الدراسات العليا بالکلية)، ما تنمي قدرة الباحث على إجراء التحسينات في مجال البحث العلمي، ومهارة (تقييم الإنتاج الإعلامي في الإطار الإقليمي والعالمي)، ما تساعد على تطور عمليات المعرفة في الإطار التطبيقي، وفيما يخص المهارات المهنية المطلوب من جانب الخبراء، تبين وجود مهارات لم تدرج ضمن المهارات المهنية من وجهة نظر الخريج، تتمثل في مهارات (التعامل مع التقنيات الحديثة في مجال الاتصال الجديد، ولديه أجندة خاصة بالمهنيين وصناع القرار والمسئولين، والتواصل مع المؤسسات الإعلامية قبل إجراءات تسجيل البحث، والقدرة على التفاعل مع الفعاليات الإعلامية؛ لتوصيل نتائج أبحاثه وحل المشکلات المهنية)، وتمثل هذه المهارات المهنية منطلقًا أساسيًّا لعمليات المعرفة، تساهم في بناء ونشر المعرفة الخاصة بالبحث العلمي الإعلامي على أسس واقعية قوية، وعلى نطاق واسع وفعال. وتناول البحث العناصر الخاصة بعمليات إدارة المعرفة والمطلوبة للبحث العلمي الإعلامي من وجهة نظر الخبراء، تمثلت في (17) عنصرًا، تتمثل في (التخطيط الإستراتيجي، وخدمة المجتمع، والموارد المادية والمالية، والبرامج التعليمية والمقررات، وأساليب التدريس والتعلم، والنظريات العلمية، والتأهيل العملي والتدريب، ومواثيق الشرف المهنية والأکاديمية الإعلامية ومبدأ الثواب والعقاب، والتشريعات والقوانين واللوائح، والإشراف، ولجان المناقشة، والنشر الدولي للبحث العلمي الإعلامي،و بناء أطر تفعيلية جديدة للبحث العلمي الإعلامي،والترابط المهني والأکاديمي ، والإنتاج الإعلامي، والتشارک، والبروتوکولات). بينت أهمية هذه العناصر إذا تمت في إطار منظم، يسعى لتحقيق المصلحة للأطراف المعنية، والواجب مشارکتها في الإنتاج العلمي في قطاع الإعلام، ومنها المؤسسة التشريعية، والسياسية والمجتمع المدني. کما بينت أهمية جانب التخطيط الإستراتيجي کبنية أساسية، يجب أن تکون منطلقًا للعمل الإعلامي المهني والأکاديمي على السواء، إذا أردنا تطوير هذا القطاع، واعتباره عنصرًا أساسيًّا من عناصر تحقيق خطة الدولة التنموية، واللحاق برکب التقدم البحثي والتطبيقي. کما تبين من النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائيًّا بين الذکور والإناث، وفي التخصصات الثلاثة (الصحافة والعلاقات العامة والإذاعة والتليفزيون) في جدارات البحث العلمي، وتتفق هذه النتيجة مع العديد من الدراسات، باعتبار وجود عامل معرفي ومهاري مشترک بين الأقسام. بينما تبين وجود فروق دالة إحصائيًّا في جدارات البحث العلمي، ترجع لقطاع التعليم لصالح التعليم الحکومي في الجدارات ککل، وهو ما يؤکد على ضرورة وضع خطط إستراتيجية جديدة لقطاع التعليم الخاص، تضمن توفر حصة مهارية ومواصفات، تعين الطالب قبل حصوله على الماجستير للعمل البحثي الفاعل.

الكلمات الرئيسية