قضايا التنمية في المحطات الوطنية الاذاعية والتلفزيونية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

 بتحليل الوضع التنموي في اليمن –اجمالا-يبرز دور وسائل الاعلام الوطنية في دعم خطط التنمية وبرامجها، وهل تؤدي هذه الوسائل دورها في المساهمة في حل الإشکاليات والتحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التي تواجه التنمية في اليمن؟ والى أي مدى تسهم هذه الوسائل في نشر الوعي الاجتماعي بين أوساط المواطنين، ومن ثم حشد وتعبئة الجماهير بما يتسق ومشاريع التنمية الوطنية الشاملة؟
 ويأتي ذلک من أهمية تفعيل دور قنوات التوعية الاجتماعية السليمة، لمواجهة عمليات التعبئة الخاطئة المنتشرة، خاصة في الريف والتي تقوم بها بعض الجهات والأفراد لمصالح مذهبية أو طائفية أو سياسية حزبية وحتى قبلية، في مجتمع يسوده الجهل والأمية، مما يجعله بيئة خصبة لتقبل هذه الأفکار التخريبية والاستجابة للمناحِ الخطيرة التي يوجه إليها، کما هو حال تنظيم القاعدة في أبين وحرکة الحوثي المسلحة وغيرها والتي ظهرت تبعاتها خلال الفترة الأخيرة وما وصلت اليه الأمور من سقوط الدولة اليمنية في ايدي المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية المتطرفة، مما يجعل من المهم تعديل الخطاب الإعلامي، والذي لن يجدي نفعاً ما لم يتم التعرف على طبيعة الريف وإشکالاته واحتياجاته الاتصالية، الامر الذي لن يتسنى إلا بمعرفه الواقع والاهتمام بإجراء البحوث والدراسات الإعلامية والاجتماعية في الريف.
فقد بات من الواضح ان أکبر التحديات التي تواجه مشاريع التنمية في اليمن والدوال النامية عموما تکمن في جهل المواطنين وقلة وعيهم بأهمية التنمية بالنسبة إليهم وکيفية الوصول الى ثمارها لما فيه خير الجميع. ومن هنا تأتي أهمية الوعي بقضايا التنمية کأحد اساسيات بناء الانسان الذي هو في الأصل أداة التنمية ووسيلتها وکذلک المنتفع بها، وبالتالي تحقيق ما يسمى بالتنمية البشرية.
وبناء على ذلک تتحدد مشکلة هذه الدراسة في الوقوف على طبيعة المضامين الإعلامية لمختلف قضايا التنمية في المحطات الوطنية الاذاعية والتلفزيونية، والمعالجات التي تطرحها لهذه القضايا بما يمکنها من نشر الوعي بين الجمهور بمختلف القضايا الاجتماعية.
خلاصة النتائج:  

لابد ان يهتم القائمون على اعداد الرسالة الإعلامية التنموية بالترکيز على جوانب ارتباط القضية بحياة الناس وعلاقتها بها، والمردود الإيجابي الذي يجنيه المواطن على المستوى الشخصي والجمعي وحتى الوطني جراء تبنيه الاتجاهات والسلوکيات الإيجابية نحو تلک القضايا. وحقيقة يأتي ابداع الإعلاميين في قدرتهم على ابتکار جوانب الارتباط بين الناس والقضايا التنموية الوطنية التي قد تظهر بعيدة عن اهتماماتهم وحياتهم المباشرة، کما هو الحال في قضية الحوار الوطني.
من الواضح أن هناک ضئالة ومحدودية لبرامج الريف، التي هي في الاساس موجهة لشرائح المزارعين، فهي لا تتناسب مع حجم هذه الشريحة في المجتمع، اضافة الى ذلک تعاني هذه البرامج من جوانب قصور عديدة في الشکل والمضمون ساهمت في عزوف الشريحة المستهدفة عن متابعتها.
يظل التلفزيون الوسيلة الاتصالية الأولى في معظم القضايا التنموية، ويسعى جمهور الريف للتعرض للتلفزيون الوطني اشباعاً لاحتياجاته الاخبارية بدرجة أساسية حول الاحداث الوطنية، ثم بحثا عن هويته المحلية التي لا يجدها في المحطات الاعلامية الخارجية وهذا عنصر تتفرد به القنوات المحلية الوطنية العامة والخاصة، لذا لابد من استثماره للاحتفاظ بجمهورها (ريفاً وحضراً).
اسلوب الخطاب في کثير من القضايا التنموية يتوجه لطبقة المثقفين والنخبة، الامر الذي يتضح من خلال اللغة المستخدمة واسلوب المعالجة الاعلامية، لذا لابد من مراعاة جمهور الريف ومستواه الثقافي والتعليمي حيث لابد ان تکون الرسالة التوعوية في قضايا التنمية واضحة ومفهومه تستطيع تحقيق الأهداف، من جانب أخر يفترض في العديد من القضايا المطروحة أن تکون واضحه الهدف والا تترک مبهمة تخضع لاجتهادات الجمهور وخاصة الجمهور الريفي، فمثلاً في قضية الحوار الوطني تم الترويج لشعار (معاً لدعم الحوار الوطني) دون ايضاح الکيفية السلوکية التي يمکن للجمهور أو المواطن العادي أن يدعم بها الحوار الوطني مثلاً عدم المشارکة في تظاهرات مناوئة للحوار الوطني وايضا الحرص على المشارکة في الانتخابات التي تتبع الحوار والاستفتاء على الدستور.
على الرغم من ان قضية ترشيد المياه بطرق الري الحديثة حازت على الاهتمام الاکبر بين جمهور الريف الا انها کانت الأقل حظا في المعالجة الإعلامية في المحطات الوطنية، مما يؤکد وجود فجوة بين اهتمامات وسائل الاعلام الوطنية واحتياجات جمهور الريف الإعلامية. وما يؤکد وجود هذه الفجوة ان جمهور الدراسة اوضح ان برامج التراث الشعبي من الالوان البرامجية التي يفضلها الا اننا لا نجد لها مکاناً في الخارطة البرامجية للمحطات الوطنية خلال فترة الدراسة.
نجد أن قضية تنظيم الاسرة من أکثر القضايا معرفة ووعياً بين اوساط جمهور الريف، وهذا يرجع لأسباب عديدة منها تراکم المعارف بفعل الرسائل الاعلامية المتواصلة والمتتابعة منذ سنين، بالإضافة لمساهمة وسائل الاتصال الشخصي في التوعية بهذا الموضوع مما اوجد وعيا جماهيرياً جيداً لدى الجمهور الريفي. أي ان التوعية باي قضية تحتاج الى مثابرة في بث المضامين البرامجية وتتابعها بشکل منظم ومدروس للوصول لوعي جماهيري حقيقي.

الكلمات الرئيسية