علاقة السلوک الاتصالي لطلاب الجامعات المصرية بتشکيل الاتجاهات والسلوکيات السياسية لهم في إطار عملية التنشئة السياسية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الإذاعة والتلفزيون کلية الإعلام- جامعة القاهرة.

المستخلص

تتحدد المشکلة البحثية لهذه الدراسة في: "فحص تأثير وسائل الاتصال المختلفة- باعتبارها وکالات للتنشئة السياسية- على عملية التنشئة السياسية لصغار الراشدين من طلاب الجامعات المصرية، حيث تفترض هذه الدراسة وجود علاقة ارتباط بين الأنماط الأربعة من الأنشطة الاتصالية موضع ترکيز هذه الدراسة وهي:استخدام السياسي لوسائل الاتصال التقليدية، والاستخدام السياسي لأخبار الإنترنت وإعلام المواطن عبرها، والمناقشات السياسية خارج إطار شبکة الإنترنت، والتفاعل السياسي عبر شبکة الإنترنت من ناحية وبين نتائج عملية التنشئة السياسية Socialization Outcomes من ناحية أخرى، حيث توجد مجموعة نتائج رئيسية لعملية التنشئة السياسية وهي: الاهتمام السياسي، والفعالية السياسية، والسخط السياسي (وارتباطه بمتغيرات السخط الشخصي والشک)، والمشارکة السياسية (الفعلية والإلکترونية) تم دراستها بطريقة متکررة کمتغيرات تابعة Outcome Variables عبر أدبيات البحث العلمي في هذا المجال، وذلک من خلال إجراء مسح على عينة من طلاب الجامعات المصرية. ويرکز هذا البحث على قضية السخط السياسي الناتج عن استخدام وسائل الاتصال المختلفة(التقليدية والجديدة)، حيث يسعى هذا البحث إلى فهم إلى أي مدى تختلف معدلات السخط باختلاف التعرض لوسائل الاتصال، وکيف يرتبط السخط بالمشارکة السياسية للطلاب.وإجمالاً، فإن هذه الدراسة تفترض أن استخدام صغار الراشدين لوسائل الاتصال المختلفة سوف يزيد من احتمالية المشارکة السياسية لهم من خلال إدراکهم لمنافع هذه المشارکة عبر الشعور بالفعالية السياسية، أو العکس عبر شعورهم بالسخط.کما أوضح التراث العلمي أن کل من السخط الشخصي واستخدام وسائل الاتصال المختلفة لهما تأثيرات سياسية. إلا أن معظم الأبحاث لم تقم ببحث هذه العلاقات، وبالتالي ترکز هذه الدراسة على اختبار العلاقة بين اثنين من المتغيرات الخارجية exogenous variables وهما: السخط الشخصي واستخدام وسائل الاتصال کمتغيرات مستقلة من ناحية وبين اثنين من المتغيرات الداخليةendogenous variables وهما: الفعالية السياسية والسخط السياسي کمتغيرات تابعة من ناحية أخرى.، وعلاقة هذه المتغيرات بأنماط المشارکة السياسية لطلاب الجامعات المصرية".
ملخص لنتائج الدراسة، ومناقشة لأهم هذه النتائج:
- غلبت معدلات التعرض المتوسطة والمنخفضة على معدلات تعرض طلاب الجامعات المصرية عينة الدراسة للمضامين السياسية والإخبارية في کافة وسائل الاتصال موضع الدراسة، وإن ارتفعت معدلات تعرضهم لهذه المضامين في وسائل الاتصال الجديدة(الإنترنت وتطبيقاتها) مقارنة بتعرضهم لهذه المضامين في وسائل الاتصال التقليدية(التي غلب عليها معدلات التعرض المنخفضة) بما يتفق مع نتائج الدراسات السابقة في هذا المجال، ولم تظهر فروق دالة إحصائياً بين الطلاب وفقاً للمتغيرات الديموجرافية فيما يتعلق بمعدلات تعرضهم للمضامين الإخبارية والسياسية في وسائل الاتصال التقليدية والجديدة باستثناء متغيري النوع والتقدير الدراسي(لصالح الإناث بالنسبة للوسائل التقليدية، ولصالح ذوي التقديرات المنخفضة بالنسبة للوسائل الجديدة).
- وعلى العکس من نمط الاستخدام السياسي لوسائل الاتصال والذي تفوقت فيه الوسائل الجديدة على الوسائل التقليدية، فإنه بالنسبة لأنماط المناقشة والتعبير والتفاعل السياسي للطلاب، فقد تفوقت المناقشات الشخصية على الإلکترونية، فقد غلبت معدلات المناقشات السياسية المتوسطة على نمط المناقشات الشخصية(خارج إطار الإنترنت)، بينما غلبت المعدلات المنخفضة على نمط المناقشات الإلکترونية(التعبير والتفاعل السياسي عبر الإنترنت) بين الطلاب عينة الدراسة، أي کان الطلاب يدخلون في مناقشات سياسية شخصية بمعدلات أعلى من دخولهم في مثل هذه المناقشات إلکترونياً. وظهرت فروق دالة إحصائياً بين الطلاب وفقاً للمتغيرات الديموجرافية التالية: الديانة والتقديرات الجامعية والمستوى الاجتماعي الاقتصادي فيما يتعلق بمعدلات المناقشات السياسية الشخصية لديهم، وذلک لصالح الطلاب المسيحيين وذوي التقديرات المنخفضة ومن ينتمون إلى المستويات الاجتماعية الاقتصادية المتوسطة، فأولئک کانوا الأکثر  مناقشة للشئون السياسية بطريقة شخصية مع الآخرين، وفي المقابل، فإنه ظهرت فروق دالة إحصائياً بين الطلاب وفقاً لتقديراتهم الجامعية فيما يتعلق بمعدلات مناقشاتهم الإلکترونية لصالح الطلاب ذوي التقديرات المنخفضة.
- غلبت على الطلاب عينة الدراسة معدلات الاهتمام السياسي المتوسطة والمائلة للارتفاع، وظهرت فروق دالة إحصائياً بين طلاب الجامعات عينة الدراسة وفقاً لغالبية المتغيرات الديموجرافية فيما يتعلق بمستويات الاهتمام السياسي باستثناء متغيري النوع والصف الدراسي، حيث کان الطلاب المسيحيين وطلاب الکليات النظرية والطلاب ذوي التقديرات المنخفضة وطلاب المستويات الاجتماعية الاقتصادية المرتفعة باعتبارهم الأکثر اهتماماً بالسياسة، وکان الاهتمام السياسي مؤشراً إيجابياً دالاً على المتغيرات التالية بالترتيب وفقاً لشدة العلاقة: المناقشات السياسية الشخصية، والشک السياسي، والاستخدام السياسي لوسائل الاتصال الجديدة، والمناقشات السياسية الإلکترونية، والسخط السياسي، والسخط الشخصي، والمشارکة السياسية الإجمالية، والمشارکة السياسية غير التقليدية، والمشارکة السياسية التقليدية، والفعالية السياسية، والمشارکة الإلکترونية، والاستخدام السياسي لوسائل الاتصال التقليدية، حيث کان متغير الاهتمام السياسي أقوى المؤشرات الدالة على کافة المتغيرات السياسية التابعة في هذه الدراسة.  
- غلب على الطلاب عينة الدراسة معدلات السخط الشخصي المتوسطة المائلة للارتفاع، ولم تظهر فروق دالة إحصائياً بين الطلاب وفقاً للمتغيرات الديموجرافية فيما يتعلق بمعدلات شعورهم بالسخط الشخصي باستثناء متغيري نوع الکلية والمستوى الاجتماعي الاقتصادي لصالح طلاب الکليات النظرية والطلاب من المستويات الاجتماعية الاقتصادية المرتفعة، فأولئک کانوا الأکثر شعوراً بالسخط الشخصي، وکان السخط الشخصي مؤشراً إيجابياً دالاً على المتغيرات التالية بالترتيب وفقاً لشدة العلاقة: السخط السياسي، والشک السياسي، والاهتمام السياسي، والمناقشات السياسية الشخصية، والمناقشات السياسية الإلکترونية، والاستخدام السياسي لوسائل الاتصال الجديدة، والمشارکة السياسية التقليدية، والمشارکة السياسية الإجمالية.  
- وعلى عکس السخط الشخصي، فقد غلب على الطلاب معدلات السخط السياسي المرتفعة والمتوسطة، أي کانت مستويات شعور الطلاب بالسخط السياسي أکبر من مستويات شعورهم بالسخط الشخصي، ولم تظهر فروق دالة إحصائياً بين الطلاب وفقاً للمتغيرات الديموجرافية فيما يتعلق بمعدلات شعورهم بالسخط السياسي باستثناء متغيري التقديرات الجامعية والمستوى الاجتماعي الاقتصادي، وذلک لصالح الطلاب ذوي التقديرات المنخفضة والطلاب من المستويات الاجتماعية الاقتصادية المرتفعة فأولئک کانوا الأکثر شعوراً بالسخط السياسي. وکان السخط السياسي مؤشراً إيجابياً دالاً على المتغيرات التالية بالترتيب وفقاً لشدة العلاقة: السخط الشخصي، والشک السياسي، والاهتمام السياسي، والمناقشات السياسية الشخصية، والاستخدام السياسي لوسائل الاتصال الجديدة، والمشارکة السياسية غير التقليدية، والمناقشات السياسية الإلکترونية.
 

الكلمات الرئيسية