صورة العلاقات الزوجية فى المسلسلات التليفزيونية المصرية والترکية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس المساعد بقسم الإذاعة والتليفزيون بکلية الإعلام – جامعة القاهرة

المستخلص

يقبل الجمهور المصرى على مشاهدة المسلسلات المصرية لما تمثله من أهمية ترتبط بالقضايا التى يعيشها فى المجتمع کما ظهرت مؤخراً ومنذ سنوات قليلة المسلسلات الترکية المدبلجة بلغة سورية والتى لاقت رواجاً کبيراً وجذباً من جانب المشاهدين المصريين والعرب حيث أنها قدمت عالماً عاطفياً ورومانسياً لا تعکسه الدراما المصرية فى المسلسلات ما أدى الى تکوين عالمين مختلفين لواقع العلاقات الزوجية فى المسلسلات المصرية والترکية ،
ولذلک تهتم الدراسة بتحليل صورة العلاقات الزوجية المقدمة فى المسلسلات التليفزيونية المصرية والترکية (دراسة مقارنة).
اهم النتائج :                         
-  جاءت نسبة شخصيات الأزواج الرئيسية فى المسلسلات المصرية عينة الدراسة منخفضة مقارنة باجمالى الشخصيات الدرامية بنسبة 9.7% وهو ما يعنى أن الأدوار الفاعلة لم تکن متزوجة وذلک يعد تهميشاً وتنميطاً للشخصية المتزوجة أنها غير فعالة أو تقليدية فى أدوارها تهتم بالعمل وکسب الرزق ولا تتمتع بالطموح والحماس  لتأخذ دور القيادة والتأثير ، بينما کانت نسبة الأزواج مرتفعة فى المسلسلات الترکية عينة الدراسة بنسبة 13.8% وهو ما يعد اهتماماً بعالم الأزواج وخاصة بظهور الشخصيات الرئيسية متزوجة .
-  قدمت الدراما المصرية شخصيات الأزواج بشکل ايجابى بنسبة 48.3% ، کما قدمت الدراما الترکية أيضاً شخصيات الأزواج بشکل ايجابى بنسبة 47.9% ، وهى نسبة کبيرة ورغم ذلک يجب العمل على رفع هذه النسبة بتقديم النماذج الايجابية والسوية من الشخصيات الدرامية حتى تکون قدوة للجمهور وخاصة من الشباب .
-  قدمت الدراما المصرية شخصيات الأزواج فى مرحلة الشباب بنسبة 60.9% وعلى الرغم من عدم تناسب النسبة مع واقعنا المصرى الا أن ذلک مؤشراً ايجابياً لتشجيع الشباب على الزواج بدلاً من الاخراط فى علاقات غير شرعية أو علاقات فاشلة ، والتأکيد على أن الزواج نظام اجتماعى ناجح يساعد على الانتاج والابداع ، بينما انخفضت نسبة شخصيات الأزواج فى مرحلة الشباب فى الدراما الترکية وکان 50% ، وذلک لاهتمامها بالمراحل اعمرية الأکبر فى دورها وتأثيرها على حياة الأبناء وتأکيداً على تأثير ودور الأسرة الأکبر فى حياة الزوجين بالمجتمع الترکى ، فيما قد يرد على الانتقادات التى يتعرض لها المجتمع الترکى من التحرر الزائد وفقدان السيطرة والسلطة من الآباء على الأبناء والتشبه بالمجتمعات الأوروبية .
-  رکزت الدراما المصرية عينة الدراسة على الأزواج فى المستويات الاجتماعية والاقتصادية المرتفعة بنسبة 56.3% ، وهو أمر نراه غير واقعى لأن النسبة الأکبر من المجتمع المصرى من الطبقات المتوسطة والمنخفضة ، وبالتالى على الدراما أن تولى اهتماماً بحياة هذه المستويات الاجتماعية وتسليط الأضواء على المشاکل التى تواجهها بشکل مناسب ، ولم تختلف الدراما الترکية بالنسبة لهذه الفئة حيث اهتمت بالمستويات الاجتماعية والاقتصادية المرتفعة بنسبة 58.3%، وذلک لاهتمامها بتقديم الأسر من الأغنياء والقادرين لتقديم الصورة الجمالية للحياة فى ترکيا وابراز القصور ومباهج الحياة ورفاهيتها وهو ما لا يعبر بکل دقيق عن المجتمع الترکى بينما هو عامل يوضح دور الدراما الترکية فى الترويج للسياحة فى ترکيا وتقديم صورة ايجابية للبلد بشکل عام .
-  ارتفعت نسبة الزواج العرفى فى عينة المسلسلات المصرية بنسبة 18.4% ، ونؤکد على ضرورة الحد من اظهار هذه القضية فى الدراما لأنها باتت مبرراً لدى البعض وسبباً لزيادة نسبة الزواج العرفى باعتباره وقاع فى المجتمع يجب القبول به ،  بينما فى الدراما الترکية ظهرت فئة (الانفصال داخل المنزل) بنسبة 12.5% ، وهى تعنى انفصال الزوجين ولکن بدون طلاق رسمى وذلک للمحافظة على المصالح الاقتصادية المشترکة أو خوفاً من الانتقاد الاجتماعى من حولهم أو مراعاةً لمشاعر الأبناء ولکن کل تلک التفسيرات لهذا الوضع الزوجى لا تنکر أنه قد يؤدى الى الخيانة الزوجية نظراً لعدم اشباع الرغبات والحاجات لدى کل من الزوجين وبالتالى فان هذا الوضح أضراره أکثر من نفعه ، وللأسف فان هذا الشکل أصبح منتشراً فى مجتمعنا المصرى نتيجة التأثر بمثل هذه المسلسلات الترکية وغيرها .
-   کانت أهم المشکلات الاجتماعية التى واجهت الزواج فى الدراما المصرية (افتقاد الحب) بنسبة 23.3% وهى نتيجة تعکس الکثير من المشاکل بين الأزواج فى الواقع الفعلى فافتقاد الحب يؤدى الى قسوة القلب والعزلة بين الزوجين وقد يؤدى الى الخيانة أو الانفصال ، لأن الحب هو أساس الحياة الزوجية الناجحة .
-  تبين أن أهم أسباب السعادة الزوجية لم تختلف فى الدراما المصرية والدراما الترکية عينة الدراسة وکانت : اسعى نحو اسعاد الطرف الآخر ، الحب والاحترام المتبادل ، استخدام المصطلحات والألفاظ اللائقة فى الحوار بين الزوجين ، والوفاء والاخلاص ، ورعاية وحب الأطفال .
-  تبين أن أهم أسباب الخلافات والمشاکل بين الزوجين لم يختلف فى الدراما المصرية والدراما الترکية عينة الدراسة  فى فئات (الکذب وعدم المصارحة ، استخدام العنف اللفظى، الغدر والخيانة) ، بينما ظهرت فئات فى الدراما المصرية بنسبة أکبر مثل (الطمع وسرقة الحقوق ، عدم احترام أهل الطرف الآخر) ، وظهرت فئات أخرى فى الدراما الترکية مثل (التجاهل ، تغليب المصلحة الشخصية ، قهر الزوج) ، ويؤکد ذلک على اختلاف نسبى للعالم الدرامى للأزواج فى الدراما المصرية عن الدراما الترکية .
-  کانت أهم أساليب حل المشکلات بين الأزواج فى الدراما المصرية عينة الدراسة هو (الحوار والمناقشة بنسبة 28.2%، ثم استخدام العنف اللفظى بنسبة 20.9%) ، بينما فى الدراما الترکية عينة الدراسة کان (الترابط الأسرى بنسبة 20.9% ، يليه الحوار والمناقشة بنسبة 19.4%) ، وهو أمر يجب أن تلتفت له الدراما المصرية والعاملين عليها لأن احترام الحياة الزوجية من الأمور الهامة لصالح المجتمع کله وبالتالى يجب تقديم صورة أکثر ايجابية عنها والبعد عن الممارسات السلبية والعنيفة فى العلاقة بين الزوجين والتأکيد على قيم الحب والإخلاص والوفاء.

الكلمات الرئيسية