اتجاهات الصفوة المصرية نحو دور شبکات التواصل الاجتماعي في نشر وممارسة مفهوم الديمقراطية منذ ثورة يناير 2011م وحتى الانتخابات الرئاسية في يونية 2014م

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الاعلام وثقافة الطفل - معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس

المستخلص

في ضوء کل الأحداث السياسية المتلاحقة التي تشهدها مصر والدول العربية في السنوات الأخيرة، ومع تزايد الدور الملحوظ لشبکات التواصل الاجتماعي في خلق حالة من التفاعل والتواصل بين المصريين المغتربين، ليتبادلوا من خلالها الآراء والحوار ووجهات النظر حول کل الأحداث التي يمر بها الوطن، وتکون النافذة الحقيقية للتعبير عن اتجاهاتهم وأفکارهم، بل وانتقاداتهم لکل ما يدور على أرض الوطن من هنا يمکن تحديد مشکلة الدراسة في الاجابة على التساؤل التالي "ما هي اتجاهات الصفوة الأکاديمية المصرية المقيمة في الدول العربية نحو دور شبکات التواصل الاجتماعي في نشر وممارسة مفهوم الديمقراطية  منذ ثورة يناير 2011م وحتى انتخابات الرئاسة الأخيرة في يونية 2014م؟"
نتائج الدراسة :

اثبتت الدراسة أن الذکور من العينة أکثر استخداما لشبکات التواصل الاجتماعي عن الإناث، لکن هذه الکثافة في الاستخدام لم تنعکس على درجة الاعتماد على هذه الشبکات کمصدر للمعلومات ولا على درجة الاهتمام بمتابعة القضايا والأحداث الجارية على هذه الشبکات، أي أن الذکور من الصفوة الأکاديمية من العينة أکثر استخداما لهذه الشبکات لکن لا يوجد فرق بين درجة اعتمادهم على هذه الشبکات کمصدر للمعلومات ولا على درجة اهتمامهم بالقضايا والأحداث الجارية عن الإناث.
اثبتت الدراسة ان الفئات الأکبر عمرا هم الأکثر استخداما لشبکات التواصل الاجتماعي لکنهم في نفس الوقت الأقل اهتماما بمتابعة القضايا والأحداث الجارية على هذه الشبکات، بينما لم يظهر فارق بين الأصغر والأکبر سنا من حيث درجة الاعتماد على هذه الشبکات کمصدر للمعلومات.
أوضحت نتائج الدراسة احتلال قنوات التليفزيون الفضائية المصرية المرتبة الأولي من حيث المتابعة والمشاهدة لدي الصفوة من العينة لمتابعة الأحداث ، تليها القنوات الفضائية العربية المتخصصة متساوية مع شبکة الانترنت، مما يؤکد استمرار الدور الکبير الذي تلعبه القنوات الفضائية بما تقدمه من تغطية حية وبث  مباشر، وبرامج حوارية وجماهيرية لمناقشة ومتابعة الأحداث ، وهو ما جعلها تظل ذات درجة أفضلية مرتفعة جدا، وهو ما يدفع أيضا المسئولين عن هذه القنوات إلى ضرورة الاهتمام بالمصداقية والاحترافية والارتفاع بمستوى الأداء ، وتتبنى الباحثة الدعوة الى ضرورة إنشاء قناة إخبارية مصرية متحدثة باسم الدولة المصرية تکون على أعلى مستوى من الاحتراف والدقة والأمانة وتکون بعدة لغات ، وان ترصد لها ميزانية ضخمة تکون بمثابة صوت مصر الصادق والأمين أمام العالم الخارجي وأمام المصريين المغتربين والمقيمين خارج الوطن في کل أنحاء العالم ، أسوة بما قامت به دولة قطر عند إنشاء قناة " الجزيرة " التي أصبحت رمزاً وصوتاً لدولة قطر.
ومن أهم النتائج المثيرة للاهتمام في هذه الدراسة احتلال القنوات الفضائية الأجنبية اعلي درجة من ثقة الجمهور عينة الدراسة خلال تغطيتها للأحداث منذ ثورة يناير 2011م، تليها القنوات الفضائية العربية (وعلى الأخص قناة الجزيرة ) ثم القنوات الفضائية المصرية، ويمکن تفسير هذه النتيجة في ضوء عدة حقائق: في الفترة الاولي من الثورة وخلال الثمانية عشر يوما الأولي من عمر الثورة والتي مثلت ذروة أحداث الثورة ، اتسم الإعلام المصري الخاص بالارتباک الشديد وعدم معرفة مجريات الأمور وهو ما انعکس على أساليب معالجتهم للأحداث والتغطية الضعيفة غير الاحترافية، وکان في نفس الوقت أداء الإعلام المصري الحکومي غاية في الارتباک والسوء والکذب والتضليل، مما دفع المتلقي المصري والمشاهد العادي الى فقد الثقة في مثل هذه القنوات ، بينما وجد على شاشات الفضائيات الأجنبية الناطقة باللغة العربية مستوى من التغطية الاحترافية والمصداقية وسرعة تغطية الأحداث بشکل فورى ومحايد وسريع، وکانت المقارنة لصالح هذه القنوات الأجنبية، تليها الفضائيات العربية وهنا ظهرت قناة "الجزيرة" کأفضل نافذة للمشاهد المصري تقدم له الحقائق والأخبار بصدق وسرعة واحترافية شديدة، خاصة في المد الأول للثورة حيث کان موقفها واضحا بجانب الثوار وضد نظام مبارک ، ورغم استمرار هذه الحالة من الضياع والتوهان الإعلامي لدي الإعلام المصري الحکومي ، إلا أن بعض القنوات الفضائية المصرية بدأت تظهر بقوة على الساحة وبدأت تتميز بالتغطيات الحية المباشرة والاحترافية في الأداء والصدق والحيادية مما خلق لها جمهوراً مصريا أصبح يثق فيها.

الكلمات الرئيسية