التغطية الإخبارية للقضايا الأفريقية المعاصرة في قناتي النيل والجزيرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحثة ماجستير - قسم الاذاعة والتليفزيون - کلية الاعلام - جامعة القاهرة

المستخلص

استهدفت الدراسة التعرف على طبيعة معالجة کل من قناتي النيل والجزيرة للقضايا الأفريقية في ظل التنافس السياسي بين وسائل الإعلام، وتحليل وتفسير أوجه الاتفاق والاختلاف في الاتجاهات الخاصة بالتغطية الإخبارية في القناتين، ورصد تأثير السياسة التحريرية لقناتي النيل والجزيرة على معالجة القضايا الأفريقية التي تقدمها قناتي الدراسة، من خلال دراسة أطر التغطيّة الإخبارية للقضايا الأفريقية البارزة في القناتين محل الدراسة.
ثم استعرضت الدراسة في إطارها المنهجي التراث العلمي الذى تمت مراجعته فيما يرتبط بموضوع الدراسة، من خلال محورين رئيسيين، تناولا الدراسات التي اعتمدت على نظرية الأطر الخبرية کإطار نظري في دراسة معالجة القضايا والأحداث الدولية، وتناول المحور الثاني الدراسات التي تناولت بالدراسة بعض القضايا الأفريقية التي تم تناولها على المستوى الإعلامي، واعتمدت الدراسة الحالية على نظرية الأطر الخبرية باعتبارها الإطار الملائم للدراسة، کما تناولت الحديث عن أبرز القضايا التي تشهدها القارة الأفريقية، في الدول الأفريقية العربية وغير العربية، بالإضافة إلى تناول قناتى النيل والجزيرة من حيث نشأة کل منها وتطوره، وأهم ما يميزها ، وأوجه النقد الموجهة لکل منها.
توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:

اتفقت قناتا الدراسة في ورود الأخبار الأفريقية العربية التي تنتمي لنطاق الدول الأفريقية العربية في الترتيب الأول في کل من قناة النيل والجزيرة، بواقع (48%) بقناة النيل، مقابل (55,4%) لقناة الجزيرة، ثم جاءت أخبار الدول الأفريقية غير العربية في الترتيب الثاني في کل من القناتين، وبالنسبة للنطاق الجغرافي المشترک للأخبار الأفريقية، فقد رکزت قناة الجزيرة على النطاق المشترک (غير عربي/دولي)، وجاء بنسبة (8.9%) من إجمالي الأخبار المشترکة الواردة عن القارة الأفريقية، وکانت معظم تلک الأخبار عن أزمات سياسية في دول أفريقية غير عربية، تتعاون مع دول کبرى لحل أزماتها المتلاحقة، من أهمها أخبار أزمة الصراع على السلطة في جنوب السودان، أما قناة النيل فقد رکزت على الأخبار الأفريقية ذات النطاق المشترک (أفريقي غير عربي/عربي)، وکانت موضوعات تلک الأخبار هي تعاون مشترک بين مصر ودول القارة الأفريقية، وبما يعبّر عن توجهات القناة في اهتمامها بإبراز الدور الرسمي المصري في الأخبار الأفريقية وجاءت نسبة تلک الأخبار (16,8%).
تباينت قناتا الدراسة في أسلوب عرض الأخبار الأفريقية، حيث تفوّقت قناة الجزيرة على قناة النيل في تقديم خلفية معلومات وبيانات للأخبار الواردة مقارنة بقناة النيل،  وجاءت الأخبار المفسرّة بخلفية معلومات وبيانات بنسبة (42.8%)، ثم الأخبار المفسرة التي تجمع بين المعلومات والآراء بنسبة (31.4%)، أما قناة النيل فلم تحرص على تقديم الأخبار المفسرّة ، بل کانت معظم أخبارها مجردة تجيب عن العناصر الرئيسية في الخبر، وجاءت الأخبار المجردة في الترتيب الأول بنسبة (59.2%) وجاءت الأخبار المعتمدة على المعلومات والبيانات في الترتيب الثاني بنسبة (31.1%)
بالنسبة لاتجاه الأخبار الأفريقية الواردة بالنشرات عينة الدراسة، فقد تصدّرت الأخبار السلبية قائمة الأخبار الواردة بالنشرات عينة الدراسة في کل من قناتي النيل والجزيرة، وجاءت في الترتيب الأول بما يتوافق مع طبيعة الأحداث والصراعات المستمرة في معظم دول القارة ، بواقع (36.7%) لقناة النيل مقابل (45.7%) لقناة الجزيرة، ويرجع ذلک لطبيعة الأحداث في القارة الأفريقية خلال فترة تسجيل العينة، والتي حملت في معظمها صراعات وأزمات سياسية متلاحقة، کما وردت  الأخبار الإيجابية في الترتيب الثاني بواقع (31.1%) لقناة النيل، مقابل (26.5%) لقناة الجزيرة.
فيما يخص أشکال مشارکة الشخصيات المستضافة ذات الأثر في تحليل وتفسير الأخبار الأفريقية، فقد تنوعت أشکال مشارکة الشخصيات المستضافة في قناة الجزيرة، منها المشارکة عبر الاتصالات الهاتفية (4.4%)، أو عبر الأقمار الاصطناعية (9.6%)، أو من داخل الاستوديو (4.1%) ، أو عبر الويب (0.74%) ، في حين وظّفت قناة النيل شکلا واحدا فقط لمشارکة الشخصيات وهو الاتصال الهاتفي وجاء بنسبة (9.7%)، وباقي النسبة کانت بدون مشارکة للشخصيات في تحليل وتفسير الأخبار.
تباينت قناتى الدراسة في تخصص الشخصيات المستضافة ذات الأثر في تحليل وتفسير الأخبار الأفريقية، حيث جاءت النسبة الأکبر في قناة النيل للکتاب والصحفيين والإعلاميين والنشطاء السياسيين،وبنسبة (57.9%) في الترتيب الأول، ثم خبراء ومتخصصون في الترتيب الثاني بنسبة (26.3%)، وفي المقابل  اعتمدت قناة الجزيرة على الخبراء والمتخصصون في الترتيب الأول، وبنسبة بلغت (41.2%)، وجاءت الشخصيات المستضافة من الکتاب والصحفيون والإعلاميون في الترتيب الأخير بنسبة بلغت (3.9%).
تميزت قناة الجزيرة عن قناة النيل في حرصها على تقديم الأخبار التي تعرض لوجهات نظر مختلفة في الحدث المطروح، حيث بلغت نسبة الأخبار التي تعرض وجهة نظر شخصيتين (17%)، وجاءت في الترتيب الثاني بواقع (46) تکرارًا، ثم تساوت نسبة الأخبار التي تعرض وجهة نظر عدة شخصيات، أو تلک التي تعرض وجهة نظر شخصية واحدة بواقع (8.5%) لکل منهما وبذلک احتلت الترتيب الثالث والأخير، أما قناة النيل فلم تحرص على تحقيق التنوع في وجهات النظر المطروحة، حيث جاءت الأخبار التي تعرض وجهة نظر شخصية واحدة في الترتيب الثاني بنسبة (3,6%) وبواقع (7تکرارات فقط) ما يوضح التزام قناة النيل بتقديم وجهات نظر محددة تتفق مع سياستها التحريرية وبما يخدم توجهات القناة الباثة وفقًا لملکيتها التابعة للدولة، والتي تفرض عليها التعبير عن توجهات محددة دون غيرها، وجاءت الشخصيات التي تعبر عن وجهات نظر متعددة في الترتيب الأخير بنسبة (1%) فقط من إجمالي الأخبار الواردة بالنشرات.

الكلمات الرئيسية