اتجاهات المغتربين المصريين فى الخارج نحو التاثيرات الاجتماعية لاعتمادهم على شبکات التواصل الاجتماعى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بکلية الاداب - قسم الاعلام - کلية الاداب - جامعة المنوفية

المستخلص

تتحدد مشکلة الدراسة فى محاولة التعرف على معدلات اعتماد المصريين المغتربين فى المملکة العربية السعودية على شبکات التواصل الاجتماعى وتاثيرات هذا الاعتماد بالاضافة الى محاولة التعرف على اتجاهاتهم  نحو الاثار الاجتماعية الناتجه عن اعتمادهم على شبکات التواصل الاجتماعى وذلک فى اطار اختبار فروض نظرية  الاعتماد على وسائل الاعلام کاطارا نظريا للبحث  .
ولعل من العوامل الهامة التى جعل لشبکات التواصل الاجتماعى اهميه خاصة لدى فئة المغنربين فى الخارج تلک التحولات البنيوية فى النسق الاعلامى لهذه الشبکات الاجتماعية مثل ظاهرة الغاء المکان ونفى عامل المسافة من خلال التقريب الکلى بين مصدر الرسالة وهدفها عبر قنوات الاعلام الجديد التى شهدت خلال السنوات الماضيه تطويرا مکثفا فى البث التکنولوجى فاصبحت احد المحددات الرئيسية التى تشارک فى تحديد ملامح سلوک الجمهور وحياته اليومية. 
کما تؤکد العديد من الدراسات الى ان شبکة الانترنت من خلال الاجهزة والهواتف الذکية قد ادت الى تقوية الروابط والتفاعلات الاجتماعية والحواريه بين اعضاء الجماعات الحقيقية التى تجمعها شبکات اتصال جماعية عبر الانترنت حيث اتاح لهم هذا التواصل فرصة جديدة للتفاعل والاتصال عبر شبکات التواصل الاجتماعى الى قربت بينهم على اختلاف خبراتهم وارائهم لتکون بمثابه جسور ترابط وتقارب تشجع على تاسيس حوار حضارى هادف.
وينطلق هذا البحث ايضا من اهمية دراسة دور وسائل الاعلام الاجتماعى فى حياة المصريين  المغتربين فى الخارج حيث انهم من الفئات المنتظمة فى التعرض للصحف الالکترونية ومواقع الانترنت بکثافة بلغت (58%) من اجمالى التعرض لوسائل الاعلام ،هذا بالاضافة الى کثافة استخدامهم لشبکات التواصل الاجتماعى والتى بلغت (60%) للفيس بوک ،(45.9%) للتويتر و(37.2%) لليوتيوب
بالاضافة الى ارتفاع معدلات فئة المصريين المغتربين فى الخارج لتصل الى اکثر من (8مليون نسمة )وفقا لاحصائيات وزارة الخارجية المصرية ، کما تشير البيانات ايضا الى ارتفاع نسبة المصريين المغتربين فى الخارج بالمملکةالعربية السعودية ،يوجد منهم (70%) بدول الخليج العربى منهم (50%) فى السعودية و(20%) فى دول الخليج العربى و(30%) فى اوربا وامريکا 
وتهدف الدراسة الى الکشف عن دور شبکات التواصل الاجتماعى فى حياه المغتربين المصريين فى الخارج من خلال التعرف على اهم اتجاهاتهم نحو التاثيرات الاجتماعية الناتجه عن اعتمادهم عليها فى حياتهم فى الخارج وقد اسفرت الدراسة عن العديد من النتائج الهامة من ابرزها کثافة الاستخدام والاعتماد على هذه الشبکات الاجتماعية فى حياة المغترب المصرى حيث تعد اهم الانشطة اليومية التى يمارسها بهدف التفاعل مع الاخرين فى بلد الموطن مصر وخاصة شبکة الفيس بوک وتمثلت الدوافع الخاصة بتوجيه التفاعل والفهم الاجتماعى کابرز دوافع الاعتماد على الشبکات الاجتماعية اما التاثيرات المعرفية فقد تصدرت اهم التاثيرات الناتجه عن الاعتماد,هذا وقد ترتب على کثافة الاعتماد وجود معدلات عالية من النشاط التفاعلى على هذه الشبکات من خلال التعليقات المستمرة على الاخرين والانضمام فى العديد من المجموعات الافتراضية المغلقه والمفتوحة لتحقيق اقصى قدر من التفاعل وبالتالى فان فئة المصريين لم تکن مختلفة فى معدلات اعتمادها على هذه الشبکات عن غيرها من الفئات الاجتماعية الاخرى فقد اصبح الاستخدام والاعتماد على هذه الشبکات امرا يتسم بالافراط الذى يصل الى حد الادمان وعدم القدرة عن التخلى عن الاستخدام لهذه الشبکات التى اصبحت تهدد مجتمعاتنا وقد اتضح ذلک ايضا من خلال نتائج الدراسة حول اتجاهات المبحوثين نحو التاثيرات الاجتماعية لهذه الشبکات حيث اشارت نسبة کبيرة منهم الى ان الشبکات الاجتماعية لديها کل من التاثيرات الايجابية التى من ابرزها تقليل الاحساس بالغربة وتوطيد العلاقات الاجتماعية  اما اهم التاثيرات السلبيه فتمثلت فى الترويج للشائعات وادمان الشبکات وتقليل الروابط بين افراد الاسرة , وعلى الرغم من ادراک المغتربون المصريون لهذه التاثيرات من خلال التعبير عن اتجاهاتهم نحوها الا ان نتائج فروض الدراسة لم تثبت وجود علاقة ارتباطية بين معدلات اعتماد المبحوثين على شبکات التواصل الاجتماعى واتجاهاتهم نحو تاثيراتها الاجتماعية مما يدل ان الاعتماد على هذه الشبکات لم يرتبط باتجاهات المبحوثين فالمغترب المصرى يدرک هذه التاثيرت جيدا بصرف النظر عن ارتفاع او انخفاض معدلات الاعتماد عليها .

الكلمات الرئيسية