اتجاهات الجمهور العربى نحو الثقافة الوافدة عبر الفضائيات العربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الإذاعة والتلفزيون – کلية الآداب – جامعة کفر الشيخ

المستخلص

 
يأتى الدور الذى تقوم به الفضائيات في إثراء المضمون الثقافي وتعزيز القيم لدى الجمهور المستهدف من الرسالة الاتصالية فى کونها وسيط ناقل للمعلومات والقضايا والأخبار، بشأن ما يدور في بلدان العالم المختلفة سواء في المنطقة العربية أوالعالم المحيط بنا في زمن يشهد تطورات تکنولوجية حديثة اتاحت لهذه الفضائيات فرصة کبيرة لمممارسة دورها المؤثر بشکل متکامل وايجابي وفق خطط وآليات مرسومة ،استطاعت بعض الدراسات الإشارة إلى هذه التأثيرات والتنبيه إليها في اکثر من موضع وما سينتج عنها من تأثيرات مستقبلية خاصة التأثيرات الثقافية بوصفها تأثيرات تظهر بشکل واضح على جمهور يتعرض يومياً لمئات من الرسائل الوافدة تحمل في مضامينها ثقافة البلد المنتج لهذه االرسائل الاتصالية وتکون مهمتها إظهار مميزات هذه الثقافة وکيف يمکن أن تحقق العصرنة والتجدد في الحياة ومواکبة التطورات الحديثة، من خلال استخدامها لسلع معينة اوالاعتماد على اسواق محددة لقضاء الاحتياجات اليومية ، وهذا نموذج واحد من التأثيرات الثقافية التي تظهر بشکل واضح خاصة على فئة الشباب .واحياناً تسهم حتى في صناعة الذوق العام لجمهور يختلف في اهتماماته واستخداماته لوسائل الإعلام خاصة القنوات الفضائية .
 
کل هذه العوامل جاءت لتبلور فکرة هذا البحث والذى تتمثل مشکلته فى تساؤل (ما هي اتجاهات الجمهور العربى نحو الثقافة الوافدة عبر الفضائيات العربية ؟) بالتطبيق على قناة mbc کنموذج لهذه القنوات الفضائية.
نتائج الدراسة:
-      جاءت الصورة الذهنية للثقافات الوافدة عبر برامج الفضائيات العربية متمثلة فى قنوات mbc لدى الجمهور العربى إيجابية وهو ما يکشف مدى تأثر الجمهور بهذه الثقافات وتبنيها.
-      کان للسمات الديموغرافية (النوع – السن – الجنسية) تأثيراً واضحاً فى الاختلافات بين المبحوثين بمدى تأثرهم بالثقافات الوافدة ،حيث جاء الذکور أکثر تأثراً من الإناث ، بينما جاءت الفئة العمرية( من 31: 36سنة) کأکثر الفئات العمرية تأثراً ، فى حين اظهرت النتائج أن المبحوثين من العراقيين کانوا اکثر تأثراً من المبحوثين المصريين.
-      کانت أبرز القيم والعادات المجتمعية الإيجابية التى اکتسبها الجمهور من هذه الثقافات هى : زيادة المعرفة بالثقافات الأخرى ،تعزيز بعض القيم الإيجابية مثل (نبذ العنف- التسامح مع الاخر) ، بينما تمثلت القيم السبية التى رفضها الجمهور فى :التأثير السلبى على تنشئة الأطفال ، عدم اتفاق هذه الثقافات ومکونات الثقافة العربية ، بث قيم استهلاکية غريبة عن المجتمع العربى ، ربما تحمل هذه الثقافات مضامين سلبية تؤثر على مستوى العلاقات الأسرية.
-      تمث لتأثير الثقافة الوافدة على الإنتاج البرامجى عبر قنوات (mbc ) فى :رعاية الشرکات العالمية لبعض البرامج مما جعلها تفرض رؤيتها على الإنتاج البرامجي في قنواتmbc،اعتماد بعض هذه البرامج على إظهار ثقافة الجمال لدى مقدمات البرامج کأساس للعمل والشهرة في المجال الإعلامي ، ترسيخ فکرة صناعة النجومية على حساب ثقافة الإنتاج والعلم ، تبنيبعض الأنظمة الإعلامية العربية لاستنساخ البرامج الوافدة المؤثرة على الهوية الثقافية ، تتأثرقيم الإنتاج من السلع والخدمات لدى الجمهور العربي ببعض ما تعرضه هذه البرامج الوافدة ، الثقافة الوافدةعبرقنوات(mbc) فرضت نوع من التقليدلأساليب الحياة لدى الدول المستقبلة لهذه البرامج ،استطاعت هذه الثقافاتأن تشجع على التنافس وتحقيق الطموح المشروع.
-   جاءت أبرز السلوکيات -التى تناولتها الثقافات الوافدة من رأى المبحوثين- عن الشباب فى أنه من خلال هذه الثقافات تزايدت معدلات تقليد الشباب لموجة الموضة الوافدة باعتبارها ثقافة العصر، تناول الشباب من کلا الجنسين مفهوم جديد للحرية الاجتماعية وفقاً لما قدمته هذه الثقافات ، أبرزت هذه الثقافة الاهتمام المتزايد قبل الشباب بالعلاقات العاطفية ، خلقت هذه الثقافاتإدراک خاطئ بشأن طبيعة العلاقات الاجتماعية بين الشباب وقدمته کواقع حقيقي کما قدمت ثقافة المشارکة بالبرامج الغنائية على أنها ثقافة يتبناها عدد کبير من الشباب العربي ،أثرت على مستوى الإحساس بالاغتراب لدى الشباب،حاولت هذه الثقافات أن تحاکي طموحات الشباب العربي في تحقيق ذاته.

الكلمات الرئيسية