التربية الإعلامية داخل الأسرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قائم بعمل رئيس قسم الإعلام - جامعة دمياط

المستخلص

تمثل الهدف الرئيسي لهذه الدراسة في التعرف علي الأساليب المختلفة التي يتبعها الوالدان للتدخل في استخدام أبنائهم للإنترنت معرفة أثر هذه الأساليب علي استخدام أبنائهم للإنترنت, ولذا کان من الضروري معرفة استخدام الآباء وأبنائهم للإنترنت وعلاقة هذا بمتغيراتهم الديموجرافية, والنتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة تثير المزيد من الاهتمامات النظرية البحثية والاهتمامات التطبيقية المتعلقة باستخدام الإنترنت في العالم العربي والإسلامي وعلاقة هذا الاستخدام بتدخل الوالدين فيه.
1-بينت نتائج هذه الدراسة أن المتغيرات الديموجرافية لا تؤثر علي استخدام الأبناء للإنترنت, وهذا يعني أن أبناء المبحوثين يستخدمون الإنترنت بدرجة متقاربة بغض النظر عن اختلاف الجنس والمرحلة التعليمية لهم وتتفق هذه النتيجة مع ما توصل إليه Fortson et, al 2007 حيث وجد أن النوع لا يؤثر علي التعرض للإنترنت, بينما تختلف مع ما توصلت إليه نتائج   Gross 2004 من أن ذکور المدارس العليا والمتوسطة في لوس أنجيلوس بالولايات المتحدة أکثر استخداما للإنترنت من الإناث, ويمکن تفسير هذا في ضوء اختلاف عينة الدراسة,ومع ذلک فلقد وجدت هذه الدراسة أن المستوي الاقتصادي للمبحوث يؤثر علي تعرض الأبناء للإنترنت حيث لا تزال تکلفة الإنترنت عالية في مصر فکلما زاد المستوي الاقتصادي زاد الاستخدام, کما وجد أن المستوي التعليمي للمبحوث يؤثر علي استخدام الابن للإنترنت فکلما زاد المستوي التعليمي زاد استخدام الأبناء للإنترنت, ولذا کان من الضروري أن نوصي بضرورة يقظة الوالدين وحسن تعاملهم مع الأبناء واليقظة والحيطة والحذر لأن جميع الأبناء يستخدمون الإنترنت بغض النظر عن متغيراتهم, فامهم إذا کيفية توجيه الأبناء وإرشادهم لأفضل الطرق للتعامل مع الإنترنت والاستفادة بما يمکن أن تقدمه هذه التکنولوجيا الحديثة وتقليل أضرارها إلي أقل مدي.
2-کشفت النتائج أن أبناء المبحوثين الذکور يستخدمون بعض المواقع أکثر من الإناث مثل المواقع التعليمية والعلمية ومواقع البريد الإلکتروني والمواقع الفنية بينما تستخدم الإناث مواقع الألعاب والمواقع الإباحية أکثر من الذکور وتختلف هذه النتيجة مع معظم الدراسات التي تبين أن الإناث أقل استخداما للمواقع الإباحية من الذکور, ويعني هذا أن نتائج هذه الدراسة توصي الوالدين المزيد من الاهتمام باستخدام أبنائهم للإنترنت وعليهم أن يتقربوا من الأبناء بالإقناع والمودة بدلا من العنف حسب المرحلة التعليمية التي هم فيها وحسب المرحلة السنية التي يعيشونها وإرشادهم إلي المواقع المفيدة وتشجيعهم علي استخدامها, وتتفق هذه النظرة مع ما توصل إليه2006  Eastin et. al حيث وجد أن نمط تربية الوالدين سواء المتسامحة أو المتشدة يؤثر بالفعل علي الأساليب التي يتبعها الوالدان في استخدام أبنائهم للإنترنت, وهذا يعني أيضا أنه يجب علي الوالدين أن يستخدما طرقا مختلفة للتدخل في استخدام أبنائهم للإنترنت وفقا للمرحلة العمرية وجنس أبنائهم, کما تبين أن من يعيشون في المدينة مع الأهل يستخدمون مواقع تحميل الأغاني والأفلام والموسيقي والمواقع التعليمية أکثر من نظرائهم في القرية بينما يستخدم الأبناء في القرية المواقع الخاصة بالألعاب أکثر من نظرائهم في المدينة.
3-تبين أن استخدام الأبناء للإنترنت أکثر من استخدام أبنائهم, وقد يعود هذا إلي انشغال الآباء بالعمل والسعي وراء الرزق وقد يعود إلي ضعف قدرات الوالدين في استخدام الإنترنت, ولکن لعدم معرفة الآباء الکبيرة بالإنترنت وبالأدوات المناسبة للتدخل في استخدام الأبناء للإنترنت مخاطر کبيرة حيث قد يتعرض الکثير منهم لبعض المخاطر عند استخدام الإنترنت, ومن هنا تأتي ضرورة أن يکون الآباء علي دراية کبيرة بالوسائل التکنولوجية الحديثة لحماية أبنائهم منها, ويتفق هذا مع ما توصل إليه 2006  Eastin et. al حيث توصلوا إلي ان هناک علاقة دالة إحصائيا بين معرفة الوالدين بطرق مراقبة الأبناء إليکترونيا وطرق حمايتهم من المضمون السيئ علي الإنترنت واستخدامهم لبرامج الحماية علي أجهزة الأبناء, کما تتفق هذه النتيجة مع ما توصل إليه Fletcher& Blair 2014  من أن مستوي الخبرة التکنولوجية مهم جدا للأمهات في التحکم بفعالة في استخدام الأبناء للإنترنت والتحکم في استخدام الأبناء للوسائل التکنولوجية المختلفة, ولذا توصي الدراسة بأن يهتم الوالدان بتعلم کيفية التعامل مع الإنترنت للوقوف جنبا إلي جنب مع الأبناء عند استخدامه وعدم السماح للأبناء بأن يکونوا في مکانة أعلي في تکنيکات استخدام الإنترنت حتي لا يدرکوا أن الوالدين أقل بکثير في استخدام هذه التکنولوجيا, وحتي لا يستغلوا جهل الوالدين أو قلة مهاراتهم وخبراتهم باستخدام الإنترنت.
4-بينت نتائج الدراسة أن نوع ومرحلة ابن المبحوث التعليمية تتنبأ باستخدامه للمضمون الإباحي علي الإنترنت, ولقد وجد أن العلاقة بين نوع الابن والمرحلة التعليمية من جهة واستخدام المضمون الإباحي دالة إحصائيا, ولقد بينت نتائج هذه الدراسة أن الإناث أکثر استخداما للمضمون الإباحي علي الإنترنت وتختلف هذه النتيجة مع ما توصل إليه Peter & Valkenburg 2006 من أن الذکور أکثر استخداما لهذا المضمون من الإناث., وتشير هذه النتيجة إلي أحد التوصيات المهمة جدا والمتعلقة بضرورة الحکمة والحذر التي يجب علي الوالدين التحلي بها عند تدخلهم في استخدام أبنائه للإنترنت مع اختلاف جنس الأبناء ومرحلتهم التعليمية التي يدرسون بها.
5-بينت نتائج الدراسة أن مواقع التواصل الاجتماعي تأتي في المرتبة الأولي في استخدام الأبناء للإنترنت يليها المواقع العلمية والتعليمية في المرتبة الثانية, ويوضح هذا أهمية المواقع العلمية والتعليمية في حياة الأبناء کما يوضح جانبا مهما من فوائد استخدام الإنترنت لديهم, وقد يعود هذا إلي أنهم في مرحبتي التعليم الثانوية والجامعية ولقد تم اختيار عينة الآباء الحصصية بشرط أن يکون للمبحوث ابن أو ابنة في المرحلة الثانوية أو الجامعية, وتشير هذه النتيجة إلي توصية هامة يمکن توجيهها للوالدين بأن يستخدموا الإنترنت مع أبنائهم لتحقيق جوانب إيجابية للأبناء تتمثل في تعميق التواصل والتفاهم معهم ومعرفة المزيد عن أصدقائهم وعلاقاتهم والاستفادة من إمکانيات الإنترنت الهائلة في المعرفة والتعليم وتنمية الهوايات المفيدة والحصول علي المعلومات المفيدة سواء أکان هذا في مجال الدراسة بشکل عام أم في کافة جوانب الحياة.
6- تبين أن النسبة الأکبر من المبحوثين يستخدمون أسلوب التدخل النشط الإيجابي أکثر بنسبة 73,7% في المرتبة الأولي ثم التخل النشط السلبي 69% يليه التدخل التقييدي بنسبة 62,3% ثم التدخل بالمشارکة في استخدام الإنترنت بأقل نسبة وهي 48,7%, وتختلف هذه النتيجة مع ما توصلت إليه Livingstone & Helsper 2008 حيث وجدت أن الآباء يفضلون الاستخدام المشترک للإنترنت مع الأبناء والتدخل الإيجابي علي التدخل التقييدي, کما بينت نتائج هذه الدراسة أنه لا توجد علاقة دالة إحصائيا بين الأساليب التي يقوم بها الآباء للتدخل في استخدام أبنائهم للإنترنت واستخدام الأبناء للإنترنت إلا في حالة استخدام الأسلوب التقييدي وهذا يعني أن استخدام الآباء للأسلوب التقييدي يقلل من استخدام الأبناء للإنترنت, وتدفعنا هذه النتيجة إلي توصية الوالدين بأن ينوعوا في طرق تدخلهم في استخدام أبنائهم للإنترنت وأن يستخدموا الأساليب المختلفة وأن يرکزوا علي التدخل الإيجابي النشط کلما أمکن وأن يستخدموا التدخل السلبي النشط أحيانا إذا دعت الضرورة ولا مانع من استخدام التدخل التقييدي في المراحل العمرية المتقدمة علي أن يکون هذا في إطار من التفاهم والمودة والمحبة مع الأبناء.

الكلمات الرئيسية