دور الدراما التليفزيونية في تشکيل الاتجاهات والتطلعات المستقبلية للشباب

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس مساعد بقسم الإذاعة – کلية الإعلام جامعة القاهرة

المستخلص

مما لا شک فيه أنه لم يعد في عصرنا الحالي من أفراد المجتمع من لا يتعرضون للتليفزيون والمضامين المقدمة به؛ سواء کان ذلک من خلال التعرض المباشر له أومن خلال وسائل إعلامية أخري تعيد بث مضامينه يأتي في مقدمتها الإنترنت.
وبالنسبة للمضامين التي يعرضها التليفزيون؛ يستطيع المتابع ملاحظة غزارة الإنتاج الدرامي وتخصيص قنوات فضائية لعرضه وسهولة التعرض له من ناحية, وتفضيل شرائح کبيرة من الجماهير متابعة الإنتاج الدرامي وبخاصة الشباب من ناحية أخري.
وفي الفترة الزمنية المهمة التي تمر بها مصر الآن, يتطلع المجتمع المصري بشرائحه المختلفة لبناء مستقبل أفضل بعد ما مر به في السنوات الماضية من تراجع علي مستويات عدة, ويتطلب بناء المستقبل اتجاهات وتطلعات إيجابية نحوالمستقبل والتي تنتج بدورها إنتاج إيجابي في الوقت الحاضر. حيث تؤثر الاتجاهات والتطلعات المستقبلية على الصحة النفسية الحالية للأفراد کما تؤثر أيضاً على  إنتاجهم وعلى تفاعلهم مع محيطهم الاجتماعي المحدود أوالواســــع والمتمثل في المجتمع ککل. وتعوِّل المجتمعات في بناء مستقبلها علي الشباب الذين يصبــــــحون فيما بعد قادة المجتمـــــع والمتحکمين في صياغة حاضره ومستقبله, وبناء علي ذلک فإنه من الضروري الاهتمام بالاتجاهات والتطلعات المستقبليــــــــة لهؤلاء الشباب ومعرفة طبيعتها والتعرف على ماهيـــــة المؤثرات التي يمکـــــــــن أن تلعب دوراً في تشکيـــــــــــل أوتغييــر هذه
الاتجاهات والتطلعات المستقبلية, وذلک لضمان سلامة هذه الاتجاهات والتطلعات لتکون عوناً في طريق بناء المستقبل.
ففي عالم يتوقع أن يقوم فيه الشباب بتحديد طرقهم نحوالنضج, فإن صورهم عن المستقبل والظروف التي تسهل أوتعوق توظيف الاتجاه نحوالمستقبل لها أهمية خاصة 
حيث يقدم الاتجاه نحوالمستقبل Future Orientation الأرضية لوضع الأهداف والتخطيط واکتشاف البدائل وتحديد الارتباطات التي تقود سلوکيات الشخص ومسيرة تقدمه, ولذلک فإن الاتجاه نحوالمستقبل يرتبط بالأفراد في أوضاع التحول التطوري والشخصي والثقافي والتي تتطلب التحضير لما هوقادم 
کما أن استشراف المستقبل في مجتمع من المجتمعات من خلال الشباب يتيح الفرصة للتدخل في لحظات مناسبة للتحکم في مسار التغير الاجتماعي وتوجيه القوي الفاعلة في هذا التغيير بدلاً من انتظار الأحداث وتلقيها وخروجها للواقع في توقيت غير ملائم 
وبناء علي ما سبق يتحدد موضوع الدراسة الحالية في التعرف علي العلاقة التي يمکن أن تقوم بين واحدة من أکثر المضامين التليفزيونية شعبية وجذباً لشرائح عريضة من الجماهير أهمها الشباب من ناحية, وواحدة من أهم الاتجاهات وهي الاتجاهات والتطلعات المستقبلية.
وفي حدود إطلاع الباحثة؛ لا توجد دراسات سابقة عربية تناولت تأثير المواد الدرامية على مفهوم الاتجاهات المستقبلية, بينما تناولت دراسات عربية تقل في عددها عن أصابع اليد الواحدة تأثير المواد الدرامية علي التطلعات المستقبلية. وبالتالي ترکز الباحثة في الدراسة الحالية علي استعراض نتائج التراث البحثي حول تأثير التليفزيون ـ بما يقدمه من مضامين مختلفة ـ علي تشکيل وبناء واحدة من أهم المعتقدات والاتجاهات الإنسانية وهي الاتجاهات والتطلعات نحوالمستقبل.
حيث تقوم الباحثة بتناول النقاط التالية:
1-  مفهوم الاتجاهات المستقبلية وأهميتها وتطورها المفاهيمي.
2-  مفهوم التطلعات المستقبلية وطبيعتها وأهميتها.
3-   التأثير المحتمل لوسائل الإعلام والتليفزيون والدراما علي مفهومي الاتجاهات المستقبلية والتطلعات المستقبلية.
4-   رؤية نظرية حول التليفزيون ومضامينه وعلاقتها بالاتجاهات والتطلعات المستقبلية. 



 

الكلمات الرئيسية