دور وسائل الإعلام وتکنولوجيا الاتصال في تصحيح صورة الإسلام والمسلمين لدى المجتمعات الغربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المتفرغ بقسم الإذاعة والتليفزيون - کلية الإعلام – جامعة القاهرة - رئيس قطاع الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات (رحمه الله)

المستخلص

تشهد الساحة الإعلامية تطوراً علمياً وتکنولوجياً کبيراً في شتى وسائل الاتصال بما جعل العالم قرية الکترونية صغيرة خاصة بعد انتشار تکنولوجيا الأقمار الصناعية وشبکة المعلومات الدولية (الانترنت) . ولقد ساعد وجود هذه الوسائل الحديثة على تخطي حواجز الزمان والمکان وبث ثقافات مختلفة عبر القنوات الفضائية وشبکة الانترنت بکل ما تحمله من أفکار وقيم وصور وسهولة استقبالها من کافة الشعوب. وقد صاحب هذا التطور التکنولوجي في مجال الاتصال متغيرات دولية ساهمت في إعادة تشکيل العالم، مع ظهور کيانات سياسية واقتصادية قطعت أشواطاً في مجالات التعاون المختلفة وفتحت الحدود أمام السلع والمنتجات بما فيها المنتج الثقافي والإعلامي. ولما کان العالم الإسلامي لا يستطيع أن يقف بمعزل عن تلک التطورات، فقد أصبح لزاما عليه أن يأخذ بالمبادئ التي ترسم أطرها الاتفاقات والمعاهدات الدولية مراعياً في ذلک تحقيق المشارکة والتفاعل مع الأسرة الدولية بما يحقق مصالحه وقضاياه دون أن يفقد هويته الإسلامية وذاتيته الثقافية التي يتميز بها.
         وفي مواجهة هذه التحديات تبرز أهمية العمل الإسلامي المشترک في مجال الإعلام وذلک للقيام بدور فاعل في خدمة قضاياه حتى يعکس رؤية إسلامية موحدة إزاء ما يجري على الساحة الدولية من متغيرات، علاوة على نشر الرسالة الإعلامية ذات المضمون الهادف والقادر على جذب الجماهير في البلاد الإسلامية من خلال إنتاج متميز يضمن له القدرة على المنافسة والوقوف أمام البث الوافد لطرحه البديل الإسلامي الذي يحافظ على الأصالة مع الانفتاح على العالم ويضاف إلى ذلک ضرورة قيام الإعلام في الدول الإسلامية بالتصدي لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الغربية، وکذلک عبر شبکة الانترنت. ومن الملاحظ من خلال دراسة واقع الرسائل الإعلامية في وسائل الإعلام الغربية وعبر الانترنت أن هناک حملة شرسة موجهة ضد الکيان الإسلامي وقيمه وعاداته وتقاليده وثقافته بوجه عام مما يدفعنا إلى ضرورة الدعوة إلى تکاتف الجهود الإسلامية لمواجهة هذه الحملات الظالمة الموجهة ضد الإسلام والمسلمين وأهمية تصحيح الصورة الخاطئة عن الإسلام من خلال ما يقدم من وسائل متنوعة في وسائل الإعلام الغربية.
ولعله من الملاحظ بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 أنه ثبت بما لا يدع مجالا للشک الانحياز الکامل في أداء الإعلام الغربي تجاه قضايانا وخاصة في الصورة السلبية والمشوهة والمنحازة التي تقدم عن الإسلام والمسلمين فالإعلام الغربي يتعمد تقديم صورة للإسلام والمسلمين تجمع بين الضعف والتخلف والإرهاب والتطرف وتقدمنا نحن المسلمين في صورة لا تليق بنا وبتاريخنا وحضارتنا ولا تعتمد هذه الصورة على تقديم الحقائق الثابتة بل تعتمد على نزعة عنصرية ظالمة.. إنها تحاول أن تکرس صورة سلبية للإسلام والمسلمين وتتهمهم بالقسوة والقرصنة وأنهم مصدر العنف والإرهاب إن هذا الوضع يتطلب وضع إستراتيجية طويلة المدى وأدوات وخططاً إعلامية لمخاطبة الغرب تقوم على التخطيط السليم والاستراتيجيات المدروسة والدعم اللازم حتى نستطيع أن نصل بصوتنا الإعلامي المستقل النابع من عمقنا الحضاري بعيداً عن الهيمنة الإعلامية الغربية ومؤثراتها.
إننا علينا جميعاً أن نعترف بقصور في الخطاب الإعلامي الإسلامي الموجه للغرب مما يتطلب ضرورة انفتاح العالم الإسلامي على العالم العربي وعلى حقائق العصر مع الحفاظ على ثوابت الأمة وتقاليدها وأن يُشکل المسلمون في الغرب قوة ضاغطة ترفع صوتها مدافعه عن دينها وصورتها وهويتها.
والآن أصبح إنشاء قنوات إسلامية فضائية تخاطب الغرب بلغته وتعطي صورة شاملة عن الثقافة الإسلامية وتسهم في تصحيح صورة العرب والمسلمين أمراً ملحاً لا يحتاج إلى تأجيل، فنحن لدينا الکثير من القنوات الفضائية العربية والإسلامية ولکنها لا تخاطب الرأي العام العالمي بلغة يفهمها ، ومن ثم فلابد من إنتاج برامج تخاطب الغرب باللغات الأجنبية ، ولابد من امتلاک وسائل القوة وتوفر الإرادة والعمل المتواصل والاتفاق على خطة شاملة إذا أردنا تصحيح صورتنا لدى الغرب ولأهمية هذه القضية التي نحن بصددها ينبغي الترکيز على المحاور التالية.
1 – التعرف على صورة الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية والأجنبية.
2 – تفعيل دور الإعلام الإسلامي في تحسين صورة الإسلام والمسلمين.
3 – طرح رؤية مستقبلية في مواجهة تشويه صورة الإسلام والمسلمين.
4 – التعرف على تأثيرات العولمة في تشکيل الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين.
5 – تفعيل دور الاتصال المباشر في مواجهة الصورة السلبية عن الإسلام والمسلمين.
6 – تشويه صورة الإسلام في وسائل الإعلام الغربية.

الكلمات الرئيسية