أطر معالجة قضايا جماعة الإخوان المسلمين بالقنوات التلفزيونية المصرية

کانت ثورة الخامس والعشرين من يناير سبباً فى إختلاف موازين القوى السياسية . فبالرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر کان لها تواجداً واضحاً فى الساحة السياسية قبل الثورة  ، إلا أن ذلک التواجد إزداد وتعاظم بعد هذه الثورة التى أتاحت لجماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الإسلامية الآخرى فرصة تکوبن أحزاب سياسية والترشح للإنتخابات الرئاسية. وبعد تولى جماعة الإخوان المسلمين الحکم ثم عزلها بعد عام واحد  فى أحداث 30 يونيو عام 2013، ومع تلاحق الأحداث السياسية أصبحت قضايا جماعة الإخوان المسلمين مادة خصبة للبرامج الحوارية بالقنوات التلفزيونية المصرية الحکومية والخاصة.
وبالتالى تهدف هذه الدراسة الکيفية إلى تحليل أطر معالجة قضايا جماعة الإخوان المسلمين بالقنوات التلفزيونية المصرية.
مناقشة النتائج:
تمثلت أهم قضايا جماعة الإخوان المسلمين فى فترة إجراء الدراسة التحليلية فى : الأزمة الحالية بين الجماعة وبين بقية مؤسسات الدولة ، الحرب ضد الإرهاب الذي تقوم به جماعة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى العنف الذي تقوم به هذه الجماعة والرفض الشعبي لهم. وکان الإطار العام لمعالجة جميع هذه القضايا هو الرفض الکامل لجماعة الإخوان المسلمين وما تقوم به من عنف وإرهاب وفوضى ، والإنحياز الکامل لمؤسسات الدولة والشعب الذي يرفض هذه الجماعة. وکانت أهم الاطر المستخدمة فى ذلک هى أطر الحرب والرفض لهذه الجماعة ، بالإضافة إلى إطارى العنف  والصراع.
ووفقاً لنظرية الأطر ، فإن معالجة القضايا  تشتمل على أطر فرعية تتمثل فى أطر سمات جماعة الإخوان المسلمين وأطر سمات القيادات أو الشخصيات المحورية التى تنتمى لها وأطر الأسباب وأطر الحلول.  وإتفقت هذه الأطر الفرعية مع الإطار العام للمعالجة. فقد کانت أطر سمات  جماعة الإخوان المسلمين کما قدمتها هذه القناة هى : العنف والإرهاب ، إستغلال الدين ، إستغلال مکتسبات ثورة يناير ، تلقى الدعم من الخارج ، الکذب ، الإيمان بنظرية المؤامرة . وکانت أطر سمات القيادات تتمثل فى : التظاهر بالقوة والتغييب عن الواقع والصدام بالإضافة إلى تلقى الدعم من الخارج والتواطئ مع جماعات إرهابية. أما عن أطر أسباب هذه الأزمة بين جماعة الإخوان المسلمين وبقية مؤسسسات الدولة تتمثل فى: ممارستهم الخاطئة والفشل فى إدارة البلاد والعنف والإرهاب ، وکانت أطر حلول هذه الأزمة تتمثل فى: الحلول الأمنية وفصل الدين عن الدولة والمصالحة وتحقيق الإصلاح السياسي والإقتصادي ، بالإضافة إلى الإلتزام بخريطة الطريق والتوعية المجتمعية.
         ودعمت کل من أطر الکلمات المحورية وأطر النماذج السابقة بالإضافة إلى الأطر المصورة والعناوين المصاحبة من الإطار العام لمعالجة قضايا جماعة الإخوان المسلمين بقناة الدراسة.
ومن خلال نتائج هذه الدراسة التحليلية تبين قدرة البرامج الحوارية على تأطير قضايا معينة من خلال الترکيز على أحد جوانب هذه القضية  متجاهلةً الجوانب الآخرى ، مؤکدةً على الأطر العامة للمعالجة من خلال  الأطر الفرعية لهذه القضايا وأليات التأطير التى تشمل الکلمات المحورية والأطر المصورة والعناوين المصاحبة. وقد إتضح ذلک من خلال ترکيز البرنامج عينة الدراسة على وجهة نظر واحدة دون إعطاء مساحة کافية وموازية لوجهات النظر الآخرى مما يلزم ضرورة تناول الدراسات المستقبلية لتأثير ذلک التأطير- الذي قد يتفق مع أجندة إعلامية محددة- على إتجاهات الجمهور نحو هذه الجماعة.