المسئولية الإجتماعية للدراما التليفزيونية المصرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الإذاعة والتليفزيون بکلية الآداب- قسم الاعلام - جامعة حلوان

المستخلص

تتحدد مشکلة الدراسة فى التعرف على ما تحتويه الدراما التليفزيونية المذاعة فى شهر رمضان من تجاوزات وعدم التزام واضح بمعايير المسئولية الاجتماعية التى يجب أن تلتزم بها الدراما التليفزيونية خاصة التى تذاع بشهر رمضان والتى تشهد کثافة مشاهدة مرتفعة بل واعادة جميع المسلسلات بعد انتهاء الشهر الکريم على مدار العام وذلک لضيق ذات اليد فى عملية انتاج مسلسلات بعيداً عن شهر رمضان وهو ما يجعل هذه المسلسلات هى دراما العام فى الخريطة التليفزيونية وهذا ما جعل الباحثة تسلط الضوء على هذه المسلسلات التى تعرض خلال شهر رمضان، کما سيتم رصد أبعاد المسئولية الاجتماعية من حيث السلوکيات الايجابية المدعمة لأبعاد المسؤولية الاجتماعية والسلوکيات السلبية المعوقة لأبعاد المسئولية الاجتماعية وطرق تدعيمها وما طبيعة معالجتها لهذه السلوکيات.
من خلال استعراض النتائج التفصيلية السابقة لنتائج تحليل مضمون المسلسلات التليفزيونية عينة الدراسة يمکن الوصول إلى جملة من النتائج العامة التي تمثل خلاصة النتائج التي توصلت إليها الدراسة التحليلية والتي تحاول أن ترسم صورة عامة للمسلسلات التليفزيونية التى تبث فى شهر رمضان المعظم التي تم تحليلها وفقاً للأهداف التي سعت الدراسة التحليلية إلى تحقيقها , وتتضمن المؤشرات التالية:
         وکان من الملاحظ عند النظر على المسلسلات الثلاثة عينة الدراسة أنه يوجد بعض السلوکيات الايجابية المدعمة لأبعاد المسئولية الاجتماعية لم تظهر فى مراتب متقدمة بالرغم من اهميتها تجاه المجتمع المصرى بالإضافة الى ندرة ظهروها ، وهو مايفسر ما وصل به المجتمع من علاقات تکاد تکون مهلهلة ومتدهورة بسبب عدم وجود أهم مقوماتها کالعلاقات الزوجية الجيدة والترابط الأسرى وتقديس الحياة العائلية وقد تفسر هذه النتيجة کثرة حالات الطلاق فى المجتمع المصرى والخلافات الزوجية، وذلک وصولاً لعدم نظر أفراد المجتمع بنظرة ايجابية للمرآه بالرغم من تواجد المرآة بشکل ملحوظ فى سوق العمل بشتى المجالات بالإضافة لشغل المرآة لمناصب ذات تحمل مسؤولية واتخاذ قرار ولکن حتى الآن لا ينظر لها بطريقة ايجابية.
       تبين من خلال الدراسة التحليلة تقدم مسلسل ابن حلال من حيث تناول السلوکيات السلبية المعوقة لأبعاد المسئولية الاجتماعية وهو ما يؤکد عدم التزام القائمين على العمل بأبعاد المسئولية الاجتماعية للدراما التليفزيونية المعروضة بشهر رمضان تلاه مسلسل سجن النسا ثم جاء مسلسل دلع البنات بالإضافة أن عدم تدعيم السلوک الايجابى المدعم لأبعاد المسؤولية يأتى دائماً فى المقدمة على عکس السلوک السلبى المعوق لأبعاد المسئولية الذى يأتى دائماً مدعما بالقول والفعل.
       کانت ابرز السلوکيات السلبية المعوقة لأبعاد المسئولية الاجتماعية المشترکة فى الثلاث مسلسلات عينة الدراسة  تمثيل الجريمة بخطواتها التفصيلية ومخاطبة الغرائز والتعذيب الوحشى داخل السجون، وهذا ظهر بشکل واضح فى مسلسلى ابن حلال وسجن النسا ولم تظهر فى مسلسل دلع البنات بذات النسبه وقد يرجع ذلک لنوعية القضايا التى تناولتها المسلسلات ومدى وجود الجريمة بها، ولکن هو مايمثل خطورة على المجتمع المصرى لان هذه السلوکيات تدعو المجتمع الى الانحراف والترويج للجريمة وللطرق المختلفة لارتکابها، تلک الطرق التي قد تنم أحيانا عن ذکاء المجرم عندما لا يترک أثر يساعد رجال العدالة الجنائية على الوصول إليه.
       ارتفع عدم التزام المسلسلات عينة الدراسة بأبعاد المسئولية الاجتماعية والأخلاقية والمهنية وهو ما يؤکد عدم الالتفات المتعمد من القائمين على العمل الدرامى وهو ما يتطلب فرض عقوبات رادعة لوقف مهزلة التدنى بمستوى التناول الدرامى وهذا ما يؤکد انعدام وجود رقابة على المصنفات الفنية خاصة الدراما الرمضانية وهو ما يتيح للقائمين على العمل التليفزيونى عدم التقيد بالمعايير الرقابية.
        اجتمعت المسلسلات عينة الدراسة التحليلية على أن أکثر الطرق استخداماً لحل المشکلات هى استخدام العنف وذلک بنسبة 76.7% وهو ما يمثل خطورة غير مسبوقة على مجتمعنا حيث زادت نسبة الجريمة بالإضافة انه لا بدّ من وجود معايير ومبادئ يرجع إليها المجتمع لتنظيم السلوک الاجتماعي وفک التصادمات والحفاظ على الحقوق المشروعة لکلّ فرد ويأتى هذا من خلال تطبيق القانون الذى يعمل على  حفظ لحمة المجتمع والحفاظ على استقراره وتماسکه عن طريق توفير العدالة والأمن والحرية، عبر الإلتزام بالنظام والقواعد التي تأمر بها السلطة العليا.

الكلمات الرئيسية