العدالة الاجتماعية کما تعکسها البرامج الحوارية بالقنوات المصرية الفضائية

من واقع نتائج البحث في الإجابة علي تساؤلاته يمکن إيجاز مجمل هذه النتائج وتفسيرها ومناقشتها ، وذلک کما يلي :
1-     أفصحت نتائج الدراسة التحليلية في مجملها عن ارتفاع نسبة استخدام الحوار التليفزيوني کأحد القوالب الفنية في تقديم البرامج الحوارية ، وذلک بما يتفق مع طبيعة هذه البرامج التي تقوم علي طرح الفکرة وإتاحة الفرصة لمختلف الآراء المتعلقة بها للظهور . وبما يتفق أيضا مع طبيعة فترة التحليل التي أعقبت ثورة 30 يونيو 2013 التي تعددت فيها الآراء ، وأدي ذلک إلي زيادة مساحة الحوار بالبرامج الحوارية في محاولة لإتاحة فرصة الظهور لکل هذه الآراء .
وتتفق هذه النتيجة مع ما أشارت إليه دراسة " ناعومي صقر " في نتائجها من  وجود زيادة کبيرة في مساحة الحوار والنقاش السياسي بالبرامج الحوارية بالتليفزيون المصري في الفترة التي مرت بها مصر في أعقاب ثورة يناير 2011 ، وذلک في محاولة للبقاء علي تواصل مع المواطنين ورجال الإعلام والسياسيين في مصر في ظل فترة سادها وجود حرية کاملة للنقاش السياسي (Sakr, N.  , 2012 )   
2-     تشير نتائج الدراسة التحليلية إلي ارتفاع نسبة تناول مفهوم العدالة الاجتماعية بما يتضمنه من قيم في البرامج الحوارية المقدمة بالقنوات الفضائية الخاصة ، مقارنة بالبرامج الحوارية المقدمة في القنوات الفضائية الحکومية .
وتتفق هذه النتيجة مع ما أشارت إليه نتائج إحدي الدراسات السابقة التي تم الرجوع إليها (رباب عبد الرحمن هاشم ، 2013 ) من تفوق البرامج الحوارية المقدمة بالقنوات الخاصة والفضائيات الإخبارية العربية کمصادر معلومات للجمهور المصري لمتابعة تطورات الأوضاع السياسية بعد ثورة يناير .
3-     أفصحت نتائج الدراسة عن تعدد وتنوع الموضوعات التي تمت مناقشة في إطار معالجة البرامج الحوارية لمفهوم العدالة الاجتماعية بما يضمنه من قيم، وتمثلت هذه الموضوعات فيما يلي : العدالة الاجتماعية في مصر بعد ثورة 30/6/2013 ، والحد الأدنى والأقصى للأجور ، والإقصاء السياسي ، والدعم وارتفاع الأسعار ، وعدالة توزيع الثروة في مصر .
ويمکن تفسير النتيجة السابقة في ضوء ما تشهده مصر من حراک قبيل وأثناء وبعد ثورة 30 يونيو ، مع تتابع وتنامي الأحداث في هذه الفترة مما أدي إلي تزايد الاهتمام بقضايا مختلفة تم طرح بعضها للحوار قبل الثورة وتم طرح البعض الآخر منها أثناء وبعد الثورة . وفي الوقت ذاته أدي قيام ثورة 30 يونيو إلي زيادة الاهتمام بمختلف الموضوعات في إطار من الحرية أکثر اتساعا مما کان متاحا قبل الثورة .