قضايا السياسة العامة في خطاب الصفوة السياسية المصرية عبر القنوات الفضائية بالتطبيق على قضية انقطاع التيار الکهربائى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس المساعد بقسم الإذاعة والتليفزيون بکلية الإعلام جامعة القاهرة، والبحث مستخلص من أطروحته للدکتوراة.

المستخلص

عانت مصر منذ أکثر من أربع سنوات من إنقطاع التيار الکهربائى لفترات طويلة على مدار اليوم وخاصة فى فصل الصيف والذى وصلت خلاله ساعات الإنقطاع إلى ست ساعات يوميا فى شهر أغسطس الماضى. وترى الحکومة ممثلة فى وزارة الکهرباء، أن إنقطاع التيار الکهربائي في مصر، يرجع إلى عدة عوامل وليس عاملًا واحدًا بعينه، مثل درجة الحرارة التى تؤثر بشکل کبير على قدرة المحطات، وکذلک نقص الوقود ووجود مشکلات مادية فى تمويله، واستهداف شبکات الکهرباء ومحاولة تخريبها، اضافة الى أن أشهر الصيف تعتبر أکثر شهور السنة استهلاکا للکهرباء، نظرا لشدة الحرارة فيه، ما يؤدي إلى زيادة الأحمال (المصرى اليوم 2014). وکشفت الحکومة عن أن مصر تحتاج إلى مصادر طاقة کثيرة وأن حل مشکلة الکهرباء سوف يستغرق أربع سنوات للقضاء على المشکلة بشکل کامل (بى بى سى 2014). وفى المقابل يشعر المواطن بمعاناة کبيرة جراء هذا الانقطاع، کما تتأثر الأنشطة الإقتصادية بهذا الوضع مما يزيد من درجات السخط لدى الجمهور على أداء الحکومة وتعاملها مع الأزمة.
   وتأتى هذه الدراسة فى محاولة للتعرف على کيفية استخدام القنوات الفضائية من قبل الصفوة السياسية الرسمية وغير الرسمية –المشارکة فى التأثير على عملية صنع السياسات العامة- فى التعبير عن الأطروحات المختلفة الخاصة بهذه القضية، وتسعى الى تحليل مسارات البرهنة التى يقدمها الصفوة للتدليل على طرحهم فى سياق محاولات التأثير على الجمهور العام.
نتائج الدراسة:
-اهتم خطاب الصفوة السياسية خلال فترة التحليل بتناول الحلول المقترحة لمشکلة إنقطاع التيار الکهربائى سواء من خلال الممثلين الرسميين للحکومة أو من خلال الإعلاميين أنفسهم وحديثهم الموجه للمسئولين أو من خلال ممثلين لقوى أخرى فى المجتمع مثل رجال الأعمال. وترکزت الحلول المقترحة للمشکلة فى ضرورة الاعتماد على الطاقة الشمسية وضرورة الإدارة الراشدة للأزمة خلال الفترة القادمة علاوة على ترشيد الاستهلاک.
- زيادة اهتمام خطاب الصفوة السياسية بمناقشة الحلول للأزمة وليس الأسباب أوالمظاهر ربما يرجع للسياسات التحريرية لهذه المحطات والتى تؤيد بشکل واضح النظام السياسى القائم وبالتالى تريد أن تقدم صورة إيجابية تعکس ولاءها من خلال برامجها التى ترکز على طرح الحلول للأزمات بدلا من الإستغراق فى توجيه الإنتقاد للحکومة کما کان يحدث فى الفترات السابقة.
- عند تناول أسباب المشکلة جاءت الأطروحات التى تضمنت الأعمال التخريبية کمسبب للأزمة فى المرتبة الأولى بنسبة 28.6%، ثم جاء سوء التخطيط والإدارة للمشروعات فى المرتبة الثانية بنسبة 23.2%. وهذه النتيجة أيضا تعکس السياسة التحريرية للقنوات والتى تحاول التقليل من وتيرة الإنتقاد للحکومة فتبرز وبشکل متکررالأعمال التخريبية کمسبب للأزمة وذلک على الرغم من تصريح ممثلى الحکومة أنفسهم بمحدودية تأثير هذا العامل مقارنة بالعوامل الأخرى کنقص الوقود مثلا.
- تمثلت أهم القوى الفاعلة البارزة فى خطاب الصفوة السياسية فى الحکومة وممثليها بالوزارات والهيئات التابعة لها، وتنوعت السمات التى ارتبطت بها فى سياق الخطاب مابين الإيجابى والسلبى، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسات (أسامة عبد الرحيم 2008) ،(سحر فاروق2010) ،(سحر فاروق 2008). وبعد الحکومة برز المواطن کقوة ثانية فى الخطاب وتم تحميله من قبل الصفوة بأدوار کثيرة مساعدة لتجاوز هذه الأزمة وبالتالى فإن استدعاء المواطن للخطاب کان بغرض دفعه للقيام بالأدوار التى ترسمها له السلطة وليس بهدف إشراکه فى دائرة صنع السياسة العامة.
-تم الإعتماد على التصريحات الرسمية کإطار مرجعى رئيسى فى خطاب الصفوة السياسية وبنسبة 39.4%، تلاه الأطر الإقتصادية والإجتماعية؛ وهذه النتيجة يمکن تفسيرها فى سياق اعتماد الإعلاميين وبشکل کبير عند طرحهم لهذه القضية داخل برامجهم على المداخلات واللقاءات للممثلين الرسميين للحکومة بشکل عام ووزارة الکهرباء بشکل خاص.
-فى قضية انقطاع التيار الکهربائى بدا کما لو أن بعض حلقات دائرة صنع السياسات العامة مفقودة، حيث انحصر الخطاب بين طرفين رئيسيين هما الحکومة وممثليها والإعلاميين مقدمى البرامج بينما غاب باقى أطراف التأثير مثل ممثلى الأحزاب وجماعات الضغط والإهتمام السياسى.
 

الكلمات الرئيسية