بحوث الدراما في مصر في خمسين عاما في الفترة من 1960-2010

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قائم بعمل رئيس قسم الإعلام التربوي - بکلية التربية النوعية - جامعة دمياط

المستخلص

تسعي هذه الدراسة إلي محاولة التعرف علي توصيف البحوث العلمية التي قام بها الباحثون خلال فترة الدراسة والمتمثلة في الخمسين سنة الأخيرة والتعرف علي الموضوعات التي تم تناولها أو طرحها في هذه البحوث ، کما تسعي إلي معرفة ما إذا کانت البحوث العلمية الإعلامية تواکب تفضيل الجمهور للدراما التلفزيونية المتزايدة مع انتشار المئات من القنوات الفضائية التي تفرد مساحات کبيرة للمسلسلات والأفلام السينمائية العربية أو تتخصص فقط في عرضها(1)  حيث أفاد تقرير اتحاد إذاعات الدول العربية مؤخرا أن عدد القنوات الفضائية التي تتولي بثها أو إعادة بثها هيئات عربية عامة وخاصة يبلغ 1394 وتأتي قنوات الدراما التي تبث الأفلام والمسلسلات في المرتبة الثانية بما يوازي 152 قناة بعد القنوات الرياضية وتليها القنوات الغنائية.
 ويخرج عن نطاق دراستنا هنا البحوث التي تفرد للمسلسلات والأفلام الأجنبية والمسرحيات واستخدام الدراما في التعليم وتکتفي الدراسة بالبحوث الخاصة بالأفلام والمسلسلات العربية نظرا لانتشارها ولأن البحوث المختلفة والتي سنعرض لها تبين مدي تفضيل الجمهور لها أکثر من الدراما الأجنبية .
اهم النتائج 
البحوث التي تناولت الجمهور العام والتأثير علي الجمهور ومشکلات المجتمع والتأثير علي المجتمع بلغ عددها  45 بحثا بنسبة  32.6 % وجاءت في مقدمة اتجاهات البحوث الخاصة بالدراما في الفترة الزمنية التي غطتها هذه الدراسة ,وهذه النتيجة طبيعية نظرا لأن الدراما تنشأ من المجتمع وتتناول قضاياه وقضايا جماهيره, ولقد تنوعت البحوث في هذا الاتجاه ما بين أطفال الشوارع والجانحين وتأثير الدراما علي الانحراف وقضايا الفساد والرقابة وتأثيرات الدراما علي المجتمع بشکل عام.
    أما بحوث الصورة فبلغت 38 بحثا  بنسبة 27.5% من إجمالي البحوث وجاءت في المرتبة الثانية  في اتجاهات بحوث الدراما , ولقد تنوعت دراسات الصورة فشملت صورة المرأة وصورة الطفل والمراهق والمسنين وصورة البطل وصورة الإرهابي وصورة الأسرة وصورة المحجبات وصورة الأم وصورة الفتاة وصورة المکفوفين وصورة رجال الشرطة وغيرها.
   وجاء اتجاه البحوث التي استخدمت نظرية الغرس في المرتبة الثالثة بعدد 28 بحثا و بنسبة 20.3% من إجمالي البحوث والجدير بالذکر أن أول استخدام لهذه النظرية في بحوث الدراما بمصر کان في التسعينيات من القرن الماضي علي الرغم  من أن  جربنر قد وضع النظرية في الولايات المتحدة في 1968 ولم توجد سوي 4 بحوث فقط في الدراما بمصر استخدمت النظرية في التسعينيات وتم استخدام النظرية أکثر في الألفية الجديدة حيث استخدمت في 24 بحثا وتنوع استخدامها ما بين العنف وإدراک صورة العلاقة بين الجنسين وإدراک صورة الأسرة وصورة المرأة واستخدامات الشباب الجامعي للأفلام وإدراک مدي تأثيرها في معاجة مشکلات المجتمع ومدي تأثير الدراما علي تطلعات الشباب وغيرها.
   وجاء اتجاه البحوث التي تناولت الشباب بعد ذلک وتشمل أيضا البحوث فئة المراهقين ,وجاء هذا الاتجاه في المرتبة الرابعة،  وبلغ عدد البحوث بهذه الفئة 25 بحثا بنسبة 18.1% .من إجمالي الدراسات الکلية التي تغطيها فترة الدراسة الحالية وهذا يدل علي مدي اهتمام الباحثين بهذه المرحلة ومدي تأثير الدراما علي الشباب والمراهقين .
   وجاء اتجاه البحوث التي تناولت المرأة في المرتبة الخامسة بواقع 19 بحثا و بنسبة 13.8 % من إجمالي البحوث وشملت البحوث في هذا الاتجاه صورة المرأة والفتاة والمرأة الريفية واستخدام المرأة للدراما ودور الدراما في معالجة قضايا المرأة ورأي المرأة في صورتها, ولعل هذا أيضا يعکس اهتمام الباحثين بالمرأة في مجال الدراما حيث تعد نصف المجتمع وحيث أنها تتعرض للتشويه والتهميش بشکل کبير في مجال الدراما. ولقد بينت نتائج التحليل أن صورة المرأة سيئة وظهرت هذه الصورة السلبية في 11 بحث من إجمالي 19 بحث عن المرأة بينما کانت الصورة إيجابية في بحث واحد  فقط ومحايدة في دراسة أخري .
   وجاءت البحوث التي تناولت الأطفال العاديين والأطفال ذوي الظروف الخاصة في المرتبة السادسة بواقع 13 بحثا  وبنسبة  9.4.%  وهذا أيضا يعکس اهتمام الباحثين بهذه المرحلة وإن کنا نري أنها تستحق اهتماما أکبر من هذا وشملت البحوث في هذا الاتجاه صورة الطفل والقيم المقدمة له وکيفية استخدامه للدراما ودورها في تشکيل اتجاهاته نحو المهن أو استخدامه لها بشکل عام.
ثم جاء اتجاه البحوث الخاص بالقيم في المرتبة السابعة وبلغ عددها 10 بحوث بنسبة  7.2% وشملت البحوث في هذا الاتجاه القيم الأسرية والتربوية والقيم الإسلامية في المسلسلات والقيم الاجتماعية والقيم التي تناولتها الدراما في فترة الانفتاح. وتبين أن هناک 27 بحثا في عينة الدراسة تطرقت بشکل غير مباشر إلي القيم والسلوکيات التي يقوم بها الأبطال في الدراما ويتبين من خلال تحليلها أن القيم والسلوکيات السلبية في الدراما تأتي أکثر من القيم والسلوکيات السلبية في حين أن 13 بحثا فقط تأتي القيم والسلوکيات الإيجابية أکثر من السلبية في الدراما التي تم تحليلها .
   أما اتجاه البحوث التي تناولت ذوي الاحتياجات الخاصة ولم تدخل فئة الأطفال من ضمنهم فبلغت 8 بحوث فقط بنسبة 5.8% علي الرغم من أهمية تناول  هذه الشريحة في الدراما وفي البحوث الإعلامية بشکل عام.
   ثم جاء اتجاه البحوث التي استخدمت نظرية الاستخدامات والاشباعات بواقع 7 بحوث بنسبة 5.1% وعلي الرغم من أن کاتز ورفاقه وضعوا النظرية في الستينيات من القرن الماضي إلا أنها لم تستخدم في التسعينيات في بحوث الدراما إلا مرة واحدة وفي بحث واحد عن استخدامات المراهقين للأفلام السينمائية والإشباعات التي تحققها وفي الألفية الجديدة في العقد الأول تم استخدامها في 6 بحوث مع نظريات أخري کالتعلم الاجتماعي واستخدمت في معرفة استخدام الجانحين للأفلام والمسلسلات واستخدام المراهقين للدراما وذوي الظروف الصعبة ودورها في إدراک المشاهدين لمعاجة قضايا المجتمع , ونود أن نشير هنا إلي أن هناک بعض النظريات التي استخدمت في بحوث الدراما في هذه الفترة کالتعلم الاجتماعي ووضع الأجندة والاستخدامات والتأثيرات , ولکننا نري أن البحوث التي استخدمت أطرا نظرية کانت قليلة وتکاد أن تترکز في العقد الأول من الألفية الجديدة.

الكلمات الرئيسية