اتجاهات القائمين بالاتصال في الإذاعات التقليدية والرقمية نحو توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإذاعة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مُدرس الإعلام بشُعبة الإعلام/قسم الاجتماع/كلية البنات/جامعة عين شمس

المستخلص

استهدفت الدراسة الكشف عن اتجاهات القائمين بالاتصال في الإذاعات المصرية الحكومية والخاصة نحو استخدام وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الإذاعة المسموعة، في ضوء بعض عناصر النظرية الموحدة لقبول التكنولوجيا؛ وهي: "الأداء المتوقع، والتأثير الاجتماعي". استخدمت الدراسة منهج المسح وتطبيق صحيفة الاستقصاء كأداة لجمع البيانات على عينة مُتاحة قوامها (90) مفردة من القائمين بالاتصال في الإذاعات المصرية بنوعيها الإذاعات التقليدية وإذاعات الإنترنت، ذات الملكية الخاصة منها والحكومية. كما تم تطبيق أداة المُقابلات الرقمية مع عدد (17) مفردة من القائمين بالاتصال في إذاعات مختلفة.
مقدمة:
يشهد العالم الآن العديد من الثورات التكنولوجية التي أحدثت ضجة في مختلف المجالات؛ من أهمها حاليًا ما يُطلق عليه تكنولوجيا" الذكاء الاصطناعي "؛ حيثُ انتشر استخدام تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجالات عديدة مثل الطب والطيران والتعليم ومن بينها مجال الإعلام. انتشر في دول العالم المتقدم استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في صناعة الأخبار وإنتاج المحتوى الإعلامي بمختلف أشكاله المكتوبة والمسموعة والمقروءة. بل وصلت في الدول المُتقدمة إلى استبدال المراسلين والمُذيعين بالروبوت، يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي سوف يُطور ويسهل على العاملين في المجال الإعلامي بمختلف تخصصاته، بينما البعض الآخر يتخوف من أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان وما يترتب على ذلك من مشكلات وتحديات إنسانية وأخلاقية واقتصادية.
مشكلة الدراسة:
تتحدد مشكلة الدراسة في دراسة الوضع الحالي في وسائل الإعلام المصرية وخاصة في مجال الإذاعة المسموعة من حيثُ مدى استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الإذاعات المصرية التقليدية منها والإلكترونية؛ هل بدأت الإذاعات المصرية تستخدم أيًا من تلك التطبيقات في عملها أم أنها مازالت بعيدة عن ذلك. وهل هناك فرق في تبني تلك التكنولوجيا في الإذاعات التقليدية عنها في إذاعات الإنترنت؟ وما الفرق في تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الإذاعات ذات الملكية الخاصة عنها في الملكية الحكومية؟   وما اتجاهات القائمين بالاتصال العاملين في الإذاعات التقليدية المصرية الحكومية منها والخاصة، والقائمين بالاتصال في إذاعات الإنترنت نحو توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الإذاعة الصوتية، وما سلبياته وإيجابياته من وجهة نظرهم؛ ومن هنا تتركز مشكلة الدراسة في التعرف على اتجاهات القائمين بالاتصال في الإذاعات المصرية التقليدية والإلكترونية نحو توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الإذاعة الصوتية.
وقد خلصت نتائج الدراسة إلى: -
- ارتفاع الاتجاه الإيجابي للقائمين بالاتصال نحو قبول استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإذاعات التي يعملون بها حيث ظهرت في اختياراتهم: "أُحب أن أُطور نفسي دائًما لفهم المزيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي"، “لدي استعداد لتعلم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي"، " أسعى دائمًا لاستخدام كل ما هو جديد لتطوير عملي بالإذاعة". 
- أما عن اتجاهاتهم نحو أهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي في تسهيل عمل الإذاعيين وتوفير الجهد في الإذاعات الصوتية؛ حيثُ يعد" توفير الجهد وتسهيل العمل" وهو ما يُطلق عليه "توقع الأداء" من أهم عناصر النظرية الموحدة لقبول التكنولوجيا، حيثُ أجابوا أنه: " يساعد في القيام بعمل استطلاعات الرأي حول برامج الإذاعة ومحتواها بكل سهولة“، وأنه "يُساعد في التعرف على حجم المستمعين للبرامج وللإذاعة بصفة عامة"،  ثم في المرتبة الثانية جاء اختيار انه" يساعد العاملين في الإذاعة على استخدام الأجهزة والميكروفونات الحديثة بسهولة" و أنه “يُساعد في سهولة وتوفير الجهد في مراجعة وتصحيح الأخطاء اللغوية و الإملائية“، بينما جاءت أكثر الجُمل التي اعترضوا عليها بشدة هي: "أنه يساعد في سهولة إيجاد أفكار لبرامج إذاعية مُبتكرة"، و"تحسين أداء المُذيع وأداء الصوت"؛ مما يعني أن القائمين بالاتصال يحترمون العقل البشري ويرون أن البشر هم الأجدر بالتفكير في أفكار مميزة لبرامج إذاعية مُبتكرة ، كما أنهم يرون أن الصوت والإلقاء موهبة وفن و لن يعوضها الذكاء الاصطناعي.
- تنوعت المجالات التي يتم فيها استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الإذاعة الصوتية من وجهة نظر القائمين بالاتصال جاءت النسبة الأعلى لصالح الرد الأوتوماتيكي على تعليقات المستمعين في صفحات التواصل الاجتماعي للقناة الإذاعية،  يليه في المرتبة الثانية استخدامه في الأداء الصوتي، ثم ثالثًا تساوت ثلاث إجابات هي استخدامه في :المونتاج الإذاعي، وتصحيح الأخطاء اللغوية والإملائية آليًا، والترجمة الفورية لأي لغة بينما جاءت أقل نسبة هي استخدام التقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الدراما الإذاعية من وجهة نظرهم.
- جاءت أهم التحديات أو الصعوبات التي تواجه استخدام الإذاعات المصرية لتقنيات الذكاء الاصطناعي من وجهة نظر القائمين بالاتصال، وهي أولًا "أنه لا توجد إمكانيات مادية كافية"، يليها "عدم توافر عناصر بشرية مدربة على التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي"، ثم "لا يوجد بعد الوعي الكافي بفكرة استخدام الذكاء الاصطناعي في الإذاعة، ثم "عدم وجود تشريعات وقوانين منظمة لعمل تلك التقنيات" و "لا يوجد اهتمام بالتطوير في الإذاعة المصرية بصفة عامة"، وقد تطابق هذا الاختيار مع جميع آراء القائمين بالاتصال في الإذاعات المصرية التقليدية العريقة الذين أفادوا جميعًا أنه لا يوجد اهتمام بالتطوير في الإذاعات المصرية التقليدية الحكومية.
- تمثلت أهم مزايا استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإذاعة الصوتية من وجهة نظر القائمين بالاتصال في: "مساعدة الإذاعيين في عملهم" ، و"توفير الوقت والجهد"، و"تسهيل عمل القائمين بالاتصال في الإذاعة"، و"سرعة الحصول على الأخبار العاجلة، بالإضافة إلى سهولة الدمج والتحويل بين أكثر من شكل إعلامي صوت وصورة ورسوم بيانية وإحصائيات"، وتقاربت هذه النسبة مع "الجودة الفائقة للصوت والمواد الإذاعية"؛ مما يدل أن القائمين بالاتصال في الإذاعات المصرية يرون أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي سوف يقوم بتسهيل عملهم وبتوفير الوقت والجهد لهم، ومساعدتهم في أداء مراحل كثيرة من مراحل عملهم في الإذاعات.
- تعددت سلبيات استخدام الإذاعة لتقنيات الذكاء الاصطناعي من وجهة نظر القائمين بالاتصال حيث جاءت النسبة الأولى الاستغناء عن عدد من العاملين بالإذاعات واستبدالهم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يليها في المرتبة الثانية عدم وجود تفاعل حقيقي مع الجمهور، ثم عدم وجود تشريعات وقوانين منظمة لاستخدامها، يليه الاعتماد على الآلة بديلًا للإنسان، وأنه من الممكن استخدامه بشكل خاطئ ومتحيز، بالإضافة إلى عدم وجود مشاعر إنسانية في الرسالة الإعلامية لأنها من آلة.
- ثبت جزئيًا صحة الفرض القائل بوجود فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات القائمين بالاتصال نحو قبول توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإذاعات التي يعملون بها تبعًا للخصائص الديموغرافية، حيثُ جاءت الفروق لصالح الإذاعات التقليدية، بينما لم تثبت صحة الفرض مع بقية العوامل الديموغرافية.
- ثبت جزئيًا صحة الفرض القائل بوجود فروق ذات دلالة إحصائية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإذاعات التي يعمل بها القائمين بالاتصال تبعًا للخصائص الديموغرافية للمبحوثين. حيثُ جاءت الفروق لصالح: من حيثُ الملكية جاءت لصالح الإذاعات ذات الملكية الخاصة وليست الحكومية، وهي نتيجة منطقية نظرًا لأن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى تكاليف مادية باهظة واستعدادات خاصة لا تقدر عليها الإذاعات الحكومية بسبب ضعف إمكانياتها وهو ما أكدته المُقابلات مع القائمين بالاتصال في الإذاعات الحكومية الذين اتفقوا وأقروا جميعًا على الضعف الشديد لإمكانيات الإذاعة وعدم وجود موارد دخل وعدم وجود اهتمام كافي من المسؤولين للنهوض بها. أما من حيثُ سنوات خبرتهم في العمل الإذاعي جاءت الفروق لصالح سنوات الخبرة من 3 سنوات لأقل من 10 سنوات. أما من حيثُ مُتغير العُمر فقد جاءت الفروق لصالح الأقل من 30 عامًا.
- ثبتت صحة الفرض القائل بوجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات القائمين بالاتصال نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الإذاعة، وعناصر النظرية الموحدة لقبول واستخدام التكنولوجيا "الأداء المتوقع، التأثير الاجتماعي".
- ثبتت صحة الفرض القائل بوجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات القائمين بالاتصال نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي، واستخدامها في مجال الإذاعة.
- ثبتت صحة الفرض القائل بوجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين استخدام القائمين بالاتصال تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإذاعة، وعناصر النظرية الموحدة لقبول واستخدام التكنولوجيا (الأداء المُتوقع، التأثير الاجتماعي).
 

الكلمات الرئيسية